موسوعة الأخلاق والسلوك

سادسًا: أقسامُ المُزاحِ


ينقَسِمُ المُزاحُ من حيثُ المدحُ والذَّمُّ إلى قِسمَينِ:
الأوَّلُ: المُزاحُ المذمومُ:
المُزاحُ المذمومُ: هو ما اشتَمَل على محظورٍ من المحظوراتِ، كترويعِ المُسلِمينَ، أو الكَذِبِ، أو غَلَب على صاحِبِه وأفرَط فيه؛ يقولُ النَّوويُّ: (المُزاحُ المنهيُّ عنه هو الذي فيه إفراطٌ، ويُداوَمُ عليه؛ فإنَّه يورِثُ الضَّحِكَ وقَسوةَ القَلبِ، ويشغَلُ عن ذِكرِ اللهِ، والفِكرِ في مُهِمَّاتِ الدِّينِ، ويَؤولُ في كثيرٍ من الأوقاتِ إلى الإيذاءِ، ويورِثُ الأحقادَ، ويُسقِطُ المهابةَ والوَقارَ) [8576] ((الأذكار)) (ص: 326). .
الثَّاني: المُزاحُ المحمودُ:
وهو ما كانت فيه مصلحةٌ، وتحقَّقت فيه الضَّوابطُ الشَّرعيَّةُ، وسَلِم من المحظوراتِ الشَّرعيَّةِ، ولم يغلِبْ على صاحبِه.
قال النَّوويُّ: (فأمَّا ما سَلِم من هذه الأمورِ فهو المباحُ الذي كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يفعَلُه؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّما كان يفعَلُه في نادرٍ من الأحوالِ لمصلحةٍ وتطييبِ نفسِ المخاطَبِ ومؤانستِه، وهذا لا مَنْعَ منه قَطعًا، بل هو سُنَّةٌ مُستحبَّةٌ إذا كان بهذه الصِّفةِ) [8577] ((الأذكار)) (ص: 326، 327). .
وقال ابنُ حِبَّانَ: (المُزاحُ على ضربينِ: فمُزاحٌ محمودٌ، ومُزاحٌ مذمومٌ؛ فأمَّا المُزاحُ المحمودُ فهو الذي لا يشوبُه ما كَرِه اللهُ عزَّ وجَلَّ، ولا يكونُ بإثمٍ ولا قطيعةِ رَحِمٍ، وأمَّا المُزاحُ المذمومُ فالذي يثيرُ العداوةَ، ويُذهِبُ البهاءَ، ويَقطَعُ الصَّداقةَ، ويُجَرِّئُ الدَّنيءَ عليه، ويحقِدُ الشَّريفُ به) [8578] ((روضة العقلاء)) (ص: 77). .
كما يمكِنُ تقسيمُ المُزاحِ من حيثُ مَصدرُه باللِّسانِ أو الجوارحِ إلى: مُزاحٍ قَوليٍّ، ومُزاحٍ فِعليٍّ،
وتقسيمُه من حيثُ الصَّراحةُ إلى: مُزاحٍ صريحٍ، ومُزاحِ كنايةٍ وتوريةٍ [8579] المزاح في الإسلام (ص: 53). .

انظر أيضا: