موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعرِ


1- قال أنَسُ بنُ أُسَيدٍ:
ولا تُفشِ سِرَّك إلَّا إليكَ
فإنَّ لكُلِّ نصيحٍ نَصيحَا
فإنِّي رأيتُ وُشاةَ [7950] يقال: وشى به عندَ السُّلطانِ وَشْيًا: سَعى به، ووشى في كلامِه وَشيًا: كَذَب. ينظر: ((المصباح المنير)) للفيومي (2/ 661). الرِّجالِ
لا يَترُكون أديمًا صَحيحَا [7951] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 307). ورواه ابنُ أبي الدنيا في ((الصمت)) (405) من قولِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه.
2- وقال عليُّ بنُ محمَّدٍ البسَّاميُّ:
تُبيحُ بسِرِّك ضِيقًا به
وتبغي لسِرِّك مَن يَكتُمُ
وكِتمانُك السِّرَّ ممَّن تَخافُ
ومَن لا تخافَنَّه أحزَمُ
إذا ذاع سِرُّك مِن مُخبِرٍ
فأنت وإن لُمْتَه ألْوَمُ [7952] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 188).
3- وقال آخَرُ:
إذا المرءُ أفشى سِرَّه بلِسانِهِ
ولامَ عليه غيرَه فهو أحمَقُ
إذا ضاق صَدرُ المرءِ عن سِرِّ نَفسِهِ
فصَدرُ الذي يُستودَعُ السِّرَّ أضيَقُ [7953] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 307).
4- وقال عبدُ العزيزِ بنُ سُلَيمانَ:
إذا ضاق صَدرُ المرءِ عن بعضِ سِرِّهِ
فألقاه في صَدري فصَدريَ أضيَقُ
ومَن لامَني في أن أُضَيِّعَ سِرَّهُ
وضَيَّعَه قَبْلي فذو السِّرِّ أخرَقُ [7954] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 188).
5- وقال الصَّلَتانُ السَّعديُّ:
وسِرُّك ما كان عِندَ امرِئٍ
وسِرُّ الثَّلاثةِ غيرُ الخَفيِّ [7955] يُنظَر: ((الحيوان)) للجاحظ (3/230).
6- وقال آخَرُ:
فلا تَنطِقْ بسِرِّك كُلُّ سِرٍّ
إذا ما جاوَز الإثنَينِ فاشِي [7956] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 308).
7- وقال بعضُ الشُّعَراءِ:
ولو قدَرتُ على نسيانِ ما اشتَمَلَت
مني الضُّلوعُ على الأسرارِ والخَبَرِ
لكُنتُ أوَّلَ من ينسى سرائِرَه
إذْ كُنتُ مِن نَشْرِها يومًا على خَطَرِ [7957] يُنظَر: ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/97).
8- وحُكِيَ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ طاهِرٍ تذاكَرَ النَّاسُ في مجلِسِه حِفظَ السِّرِّ، فقال ابنُه:
ومُستَودِعي سِرًّا تضَمَّنْتُ سِرَّه
فأودَعْتُه مِن مُستَقَرِّ الحَشا قَبرَا
ولكِنَّني أُخفيه عنِّي كأنَّني
من الدَّهرِ يومًا ما أحَطْتُ به خُبرَا
وما السِّرُّ في قلبي كثاوٍ بحُفرةٍ
لأنِّي أرى المدفونَ ينتَظِرُ النَّشْرَا [7958] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 308).
9- قال الشَّاعِرُ:
إنَّ الكريمَ الذي تبقى مودَّتُه
ويحفَظُ السِّرَّ إنْ صافى وإن صَرَما [7959] يقال: صَرَم الشَّيءَ: قطَعَه. وصَرَم الرَّجُلَ: قَطَع كلامَه. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 175).
ليس الكريمُ الذي إن غاب صاحِبُه
بثَّ الذي كان من أسرارِه عَلِمَا [7960] يُنظَر: ((غرر الخصائص الواضحة)) للوطواط (ص: 572).
10- وقال آخَرُ:
وكنتُ إذا استُودِعتُ سِرًّا كتَمْتُه
كبَيضِ أَنُوقٍ [7961] الأَنُوقُ: الرَّخَمةُ أو طائرٌ أسوَدُ له شيءٌ كالعُرفِ، أو أصلَعُ الرَّأسِ أصفَرُ المِنقارِ، والأَنُوقُ تَلتَمِسُ لبيضِها الأوكارَ البعيدةَ ورؤوسَ الجبالِ والأماكِنَ الصَّعبةَ، فلا يَصِلُ إليه سَبُعٌ ولا آدميٌّ، ولا يَكادُ يُظفَرُ به. يُنظَر: ((ثمار القلوب في المضاف والمنسوب)) لأبي منصور الثعالبي (ص: 494)، ((حياة الحيوان الكبرى)) للدميري (1/ 71). لا يُنالُ لها وَكرُ [7962] يُنظَر: ((مجمع الأمثال)) للميداني (1/115). ووَكْرُ الطَّائِرِ: عُشُّه حيثُ كان في جَبَلٍ أو شَجَرٍ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 344(.
11- يقولُ صالِحُ بنُ عبدِ القُدُّوسِ:
واحفَظْ لسانَك واحتَرِزْ من لَفظِهِ
 فالمرءُ يَسلَمُ باللِّسانِ ويَعطَبُ
والسِّرَّ فاكتُمْه ولا تنـطِقْ بـه
فهو الأسيرُ لديك إذ لا يَنشَبُ
واحرِصْ على حِفظِ القُلوبِ من الأذى
فرُجوعُها بعدَ التَّنافُرِ يَصعُبُ
إنَّ القـلوبَ إذا تنـافَرَ وُدُّهـا
مِثلُ الزُّجاجةِ كَسْرُها لا يُشعَبُ [7963] شَعَبَه، أي: جَمَعَه. ومن معانيه أيضًا: فَرَّقَه؛ فهو من الأضدادِ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 165).
وكـذاك سِرُّ المرءِ إن لم يَطْوِهِ
نشَرَتْه ألسِنةٌ تَزيدُ وتَكذِبُ [7964] يُنظَر: ((حياة الحيوان الكبرى)) للدميري (1/ 51).

انظر أيضا: