موسوعة الأخلاق والسلوك

ج- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- قال عليُّ بنُ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عنه: (سِرُّك أسيرُك، فإن تكَلَّمْتَ به صِرْتَ أسيرَه) [7902] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (306). .
- وقال مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ: (الحازِمُ مَن كَتَم سِرَّه مِن صديقِه؛ مخافةَ أن تُبَدَّلَ صداقتُه عَداوةً، فيُذيعَ سِرَّه) [7903] ((الموشى)) للوشَّاء (ص: 47). .
- وأسَرَّ معاويةُ رَضِيَ اللهُ عنه إلى الوليدِ بنِ عُتبةَ حديثًا، فقال لأبيه: (يا أبتِ، إنَّ أميرَ المُؤمِنين أسَرَّ إليَّ حديثًا، وما أراه يطوي عنك ما بسَطه إلى غيرِك. قال: فلا تحَدِّثْني به؛ فإنَّ مَن كتَم سِرَّه كان الخيارُ إليه، ومَن أفشاه كان الخيارُ عليه. قال: فقُلتُ: يا أبتِ، وإنَّ هذا ليَدخُلُ بَيْنَ الرَّجُلِ وبَينَ ابنِه؟! فقال: لا واللهِ يا بُنَيَّ، ولكِنْ أحِبُّ ألَّا تُذَلِّلَ لسانَك بأحاديثِ السِّرِّ، قال: فأتيتُ مُعاويةَ فأخبَرْتُه. فقال: يا وَليدُ، أعتَقَك أخي من رِقِّ الخَطَأِ) [7904] أخرجه ابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (407)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (38/271). .
- وقال عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ رَضِيَ اللهُ عنه: (القُلوبُ أوعيةُ الأسرارِ، والشِّفاهُ أقفالُها، والألسُنُ مفاتيحُها، فلْيَحفَظْ كُلُّ امرئٍ مِفتاحَ سِرِّه) [7905] يُنظَر: ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 308). .
- وقال المُهَلَّبُ بنُ أبي صُفرةَ: (مَن ضاق قَلبُه اتَّسع لِسانُه) [7906] ((الموشى)) للوشَّاء (ص: 46). .
- وقال أبو حاتمٍ ابنُ حِبَّانَ: (من حَصَّن بالكِتمانِ سِرَّه تمَّ له تدبيرُه، وكان له الظَّفَرُ بما يريدُ، والسَّلامةُ من العَيبِ والضَّرَرِ، وإن أخطأَه التَّمكُّنُ والظَّفَرُ، والحازِمُ يجعَلُ سِرَّه في وعاءٍ، ويكتُمُه عن كُلِّ مُستودَعٍ، فإن اضطَرَّه الأمرُ وغلَبَه أودَعَه العاقِلَ النَّاصِحَ له؛ لأنَّ السِّرَّ أمانةٌ، وإفشاؤه خيانةٌ، والقَلبُ له وِعاؤُه، فمِن الأوعيةِ ما يضيقُ بما يودَعُ، ومنها ما يتَّسِعُ لِما استُودِعَ) [7907] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) (ص: 189). .
- وقال أيضًا: (الإفراطُ في الاستِرسالِ بالأسرارِ عَجزٌ، وما كتَمَه المرءُ من عَدُوِّه فلا يجبُ أن يُظهِرَه لصديقِه، وكفى لذوي الألبابِ عِبَرًا ما جرَّبوا! ومَن استُودِعَ حديثًا فليَستُرْ، ولا يكُنْ مِهتاكًا ولا مِشياعًا؛ لأنَّ السِّرَّ إنَّما سُمِّيَ سِرًّا؛ لأنَّه لا يُفشى، فيَجِبُ على العاقِلِ أن يكونَ صَدرُه أوسَعَ لسِرِّه من صَدرِ غَيرِه، بألَّا يُفشيَه) [7908] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) (ص: 190). .
- وقال: (الظَّفَرُ بالحَزمِ، والحَزمُ بإجالةِ الرَّأيِ، والرَّأيُ بتحصينِ الأسرارِ، ومَن كَتَم سِرَّه كانت الخيرةُ في يَدِه، ومن أنبأ النَّاسَ بأسرارِه هان عليهم وأذاعوها، ومَن لم يكتمِ السِّرَّ استَحقَّ النَّدَمَ، ومن استحَقَّ النَّدَمَ صار ناقِصَ العَقلِ، ومَن دام على هذا رجَع إلى الجَهلِ؛ فتحصينُ السِّرِّ للعاقِلِ أَولى به من التَّلهُّفِ بالنَّدَمِ بعدَ خُروجِه منه، ولقد أحسَنَ الذي يقولُ:
خَشِيتُ لِساني أن يكونَ خَؤونَا
فأودَعْتُه قلبي فكان أمينَا
فقُلتُ لِيَخفى دونَ شخصي وناظِري
أيا حَرَكاتي كُنَّ فيَّ سُكونَا) [7909] يُنظَر: ((روضة العقلاء)) (ص: 191).

انظر أيضا: