موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ الفِراسةِ وغَيرِها مِنَ الصِّفاتِ


الفَرقُ بَينَ الفِراسةِ وسوءِ الظَّنِّ:
قال أبو طالبٍ المَكِّيُّ: (الفَرقُ بَينَ الفِراسةِ وسوءِ الظَّنِّ: أنَّ الفِراسةَ ما تَوسَّمتَه مِن أخيك بدَليلٍ يظهَرُ لك، أو شاهدٍ يبدو منه، أو عَلامةٍ تَشهَدُها فيه، فتَتَفرَّسُ مِن ذلك فيه، ولا تَنطِقُ به إن كان سوءًا، ولا تُظهِرُه، ولا تَحكُمُ عليه، ولا تَقطَعُ به فتَأثَمَ.
 وسوءُ الظَّنِّ: ما ظَنَنتَه مِن سوءِ رَأيِك فيه، أو لأجْلِ حِقدٍ في نَفسِك عليه، أو لسوءِ نيَّةٍ تَكونُ، أو خُبثِ حالٍ فيك تَعرِفُها مِن نَفسِك، فتَحمِلُ حالَ أخيك عليها، وتَقيسُه بك، فهذا هو سوءُ الظَّنِّ والإثمُ، وهو غِيبةُ القَلبِ) [7201] ((قوت القلوب)) (2/371). .
الفَرقُ بَينَ الفِراسةِ والإلهامِ:
قال المُلَّا علي القاريُّ: (الفَرقُ بَينَ الإلهامِ والفِراسةِ: أنَّها كشفُ الأُمورِ الغَيبيَّةِ بواسِطةِ تَفرُّسِ آثارِ الصُّوَرِ، والإلهامُ كَشْفُها بلا واسِطةٍ) [7202] ((مرقاة المفاتيح)) (1/280). .
الفَرقُ بَينَ الفِراسةِ والكِهانةِ:
الفِراسةُ: غالبًا لا يدَّعي صاحِبُها الغَيبَ، بخِلافِ الكاهنِ؛ فإنَّه يدَّعي الغَيبَ، ويفتَخِرُ بادِّعائِه، بَل ورُبَّما كثُرَ مُريدوه بسَبَبِ هذا الادِّعاءِ، وهذا بخِلافِ المُتَفرِّسِ، لا يدَّعي الغَيبَ، فضلًا أن يفتَخِرَ به.
الكِهانةُ: لها مُقدِّماتٌ غالبًا غَيرُ مَشروعةٍ، وأمَّا الفِراسةُ فإنَّها تَعتَمِدُ على مُقدِّماتٍ مَشروعةٍ [7203] ((مغني المريد)) لعبد المنعم إبراهيم (5/1866). .

انظر أيضا: