موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من أقوالِ السَّلَفِ والعُلَماءِ


- رُوِيَ عن عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قال في خُطبتِه: (بلَغَني أنَّ نِساءَكم يُزاحِمْنَ العُلوجَ [7119] العُلوجُ، مُفردُه العِلْجُ: الواحِدُ من كُفَّارِ العَجَم. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 216). في السُّوقِ، أما تَغارونَ؟! ألَا إنَّه لا خَيْرَ فيمَن لا يَغارُ) [7120] ((شرح السنة)) للبغوي (9/ 270). .
- وأوصى عَمرُو بنُ كُلثومٍ التَّغلِبيُّ فقال: (يا بَنِيَّ... وأبعِدوا بيوتَ الرِّجالِ عن النِّساءِ؛ فإنَّه أغضُّ للبَصَرِ، وأعَفُّ للذَّكَرِ، فإذا كانت المعايَنةُ واللِّقاءُ ففي ذلك داءٌ من الأدواءِ، ولا خَيرَ فيمن لا يَغارُ لغيرِه كما يَغارُ لنَفسِه، وقَلَّ مَن انتَهَك حُرمةً لغَيرِه إلَّا انتُهِكَت منه حُرمتُه) [7121] ((نثر الدر)) لأبي سعد الآبي (6/ 259). .
- وقال العِزُّ بنُ عبدِ السَّلامِ: (الغَيْرةُ على الحُرَمِ إحسانٌ بالصَّونِ عن الفواحِشِ المُوجِبةِ لعارِ الدُّنيا ونارِ الآخِرةِ. والغَيْرةُ ضَربانِ؛ أحَدُهما: باطِنٌ جِبِلِّيٌّ، والثَّاني: ظاهِرٌ، وهو تخديرُ الحُرَمِ ومنعُهنَّ من أسبابِ الفواحِشِ، كالتَّبرُّجِ وغَيرِه) [7122] ((شجرة المعارف والأحوال)) (ص: 211). .
- وقال ابنُ القَيِّمِ: (إنَّ أصلَ الدِّينِ الغَيْرةُ، ومَن لا غَيْرةَ له لا دِينَ له؛ فالغَيْرةُ تحمي القَلبَ فتَحمَى له الجوارِحُ، فتدفَعُ السُّوءَ والفواحِشَ، وعَدَمُ الغَيْرةِ تميتُ القَلبَ، فتموتُ له الجوارِحُ؛ فلا يبقى عندَها دفعٌ البتَّةَ، ومَثَلُ الغَيْرةِ في القَلبِ مَثَلُ القُوَّةِ التي تدفَعُ المَرَضَ وتقاوِمُه، فإذا ذهَبَت القوَّةُ وجَدَ الدَّاءُ المحَلَّ قابِلًا ولم يجِدْ دافِعًا، فتمَكَّنَ، فكان الهلاكُ، ومَثَلُها مَثَلُ صياصي الجاموسِ التي يدفَعُ بها عن نفسِه ووَلَدِه، فإذا تكَسَّرت طَمِع فيه عَدُوُّه) [7123] ((الجواب الكافي)) (ص: 68). .
- وقال الرَّاغِبُ الأصفهانيُّ عن الغَيْرةِ: (جعَل اللهُ سُبحانَه هذه القُوَّةَ في الإنسانِ سَببًا لصيانةِ الماءِ وحِفظًا للإنسانِ؛ ولذلك قيل: كُلُّ أُمَّةٍ وُضِعَت الغَيْرةُ في رجالِها وُضِعَت العِفَّةُ في نسائِها، وقد يُستعمَلُ ذلك في صيانةِ كُلِّ ما يلزَمُ الإنسانَ صيانتُه) [7124] ((الذريعة إلى مكارم الشريعة)) (ص: 347). .

انظر أيضا: