موسوعة الأخلاق والسلوك

د- عِندَ السَّلَفِ رَضِيَ اللهُ عنهم


1-كان الأسوَدُ بنُ يَزيدَ النَّخعيُّ إذا فاتته الجماعةُ في مسجِدِ قَومِه، عَلَّق النَّعلينِ بيَدَيه وتتبَّعَ المساجِدَ حتَّى يصيبَ جماعةً [6671]أخرجه أبو الشيخ في كتاب ((الترهيب)) كما في ((تغليق التعليق)) لابن حجر (2/276). وهو في ((صحيح البخاري)) (1/ 131) معلَّقًا بصيغةِ الجزمِ بنَحوِه مختَصَرًا. وأخرجه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (2/ 21) (5990) بسَنَدِه عن حذيفةَ لا الأسوَدِ. .
2- قال حمَّادُ بنُ زَيدٍ: (كان ليثُ بنُ أبي سليمٍ إذا فاتته الصَّلاةُ في مسجِدِ حَيِّه اكترى حمارًا، فطاف عليه المساجِدَ، حتى يُدرِكَ الجماعةَ) [6672]((الجعديات)) لأبي القاسم البغوي (ص107) رقم (616). .
3- قال محمَّدُ بنُ مِسعَرِ بنِ كِدامٍ: (كان أبي لا ينامُ حتَّى يقرأَ نِصفَ القرآنِ، فإذا فرَغ من وِرْدِه لفَّ رداءَه، ثمَّ هجَع عليه هَجعةً خفيفةً، ثمَّ يَثِبُ كالرَّجُلِ الذي قد ضَلَّ منه شيءٌ فهو يطلُبُه! فإنَّما هو السِّواكُ والطَّهورُ، ثمَّ يستقبِلُ المحرابَ، فكذلك إلى الفَجرِ، وكان يجهَدُ على إخفاءِ ذلك جِدًّا) [6673]((التهجد وقيام الليل)) لابن أبي الدنيا (2/ 71) رقم (169). .
4- ودخَلوا على أبي بَكرٍ النَّهشليِّ وهو في السِّياقِ، وهو يومِئُ إلى الصَّلاةِ، فقيل له: على هذه الحالِ؟! فقال: أبادِرُ طَيَّ صَحيفتي [6674]((المنتخب)) لابن الجوزي (1/ 109). .
5- عن يزيدَ بنِ يحيى قال: (مَرَّ شَريكٌ القاضي بالمُستَنيرِ بنِ عَمرٍو النَّخعيِّ، فجَلَسَ إليه فقال: يا أبا عَبدِ اللَّهِ، مَن أدَّبَك؟ قال: أدَّبَتني نَفسي واللَّهِ، وُلِدتُ ببُخارى مِن أرضِ خُراسانَ، فحَمَلَني ابنُ عَمٍّ لَنا حتَّى طَرَحَني عِندَ بَني عَمٍّ لي بنَهرِ صَرصَرٍ، فكُنتُ أجلسُ إلى مُعَلِّمٍ لهم، فعَلقَ بقَلبي تعَلُّمُ القُرآنِ، فجِئتُ إلى شَيخِهم فقُلتُ: يا عَمَّاه، الذي كُنتَ تُجري عليَّ هاهنا أجْرِهِ عليَّ بالكوفةِ، أعرِفُ بها السُّنَّةَ والجَماعةَ وقَومي، ففعَلَ، قال: فكُنتُ بالكوفةِ أضرِبُ اللَّبِنَ وأبيعُه، فأشتَري دَفاتِرَ وطُروسًا، فأكتُبُ فيها العِلمَ والحَديثَ ثُمَّ طَلَبتُ الفِقهَ، فبلغتُ ما ترى. فقال المُستَنيرُ بنُ عَمرٍو لولَدِه: قد سَمِعتُم قَولَ ابنِ عَمِّكم، وقد أكثَرتُ عليكم في الأدبِ، فلا أراكم تُفلِحونَ فيه، فليُؤَدِّبْ كُلُّ رَجُلٍ نَفسَه، ثُمَّ من أحسَنَ فلها، ومَن أساءَ فعليها) [6675] أخرجه وكيع في ((أخبار القضاة)) (3/150)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (9/280). .
وعن عُمَرَ بنِ الهَيَّاجِ بنِ سَعيدٍ قال: (كُنتُ من صحابةِ شَريكِ بنِ عبدِ اللهِ النَّخعيِّ القاضي، فأتيتُه يومًا وهو في منزلِه باكِرًا، فخرَج إليَّ في فَروٍ ليس تحتَه قميصٌ، عليه كِساءٌ. فقُلتُ له: قد أضحيتَ عن مجلِسِ الحُكمِ! فقال: غسَلْتُ ثيابي أمسِ فلم تَجِفَّ، فأنا أنتظِرُ جفوفَها، اجلِسْ. فجَلَستُ فجَعَلْنا نتذاكَرُ بابَ العبدِ يتزوَّجُ بغيرِ إذنِ مواليه، فقال: ما عندَك فيه؟ ما تقولُ فيه؟...) [6676] أخرجه الخطيب في ((تاريخ بغداد)) (9/288). .

انظر أيضا: