موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من الشِّعرِ


1- قال الشَّافِعيُّ:
قالوا سَكَتَّ وقد خوصِمْتَ قُلتُ لهم
إنَّ الجوابَ لبابِ الشَّرِّ مِفتاحُ
والصَّمتُ عن جاهلٍ أو أحمَقٍ شَرَفٌ
وفيه أيضًا لصَونِ العِرضِ إصلاحُ
أمَا ترى الأُسودَ تُخشى وهْيَ صامِتةٌ
والكَلبُ يَخْسى [6137] أي: يُطرَدُ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 65). لَعَمْري وهو نَبَّاحُ [6138] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص: 55).
2- وقال أيضًا:
وجدْتُ سُكوتي مَتْجَرًا فلَزِمْتُه
إذا لم أجِدْ رِبحًا فلَسْتُ بخاسِرِ
وما الصَّمتُ إلَّا في الرِّجالِ مَتاجِرٌ
وتاجِرُه يعلو على كُلِّ تاجِرِ [6139] ((ديوان الإمام الشافعي)) (ص: 65).
3- وقال آخَرُ:
قالوا نراك تُطيلُ الصَّمتَ قُلتُ لهم
ما طولُ صمتي من عِيٍّ [6140] العي: الجهل. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/ 113). ولا خَرَسِ
الصَّمتُ أحمَدُ في الحالينِ عاقبةً
عندي وأحسَنُ بي من مَنطِقٍ شَكِسِ [6141] أي: سَيِّئٍ. يُنظَر: ((لسان العرب)) لابن منظور (6/ 112).
قالوا فأنت مُصيبٌ لستَ ذا خَطَأٍ
فقلتُ هاتوا أروني وَجهَ مُعتَبِسِ
أأفرِشُ البَزَّ فيمن ليس يَعرِفُه؟
أم أنثُرُ الدُّرَّ بَيْنَ العُميِ في الغَلَسِ [6142] (عقلاء المجانين)) لابن حبيب النيسابوري (ص: 123)، ((حسن السمت في الصمت)) للسيوطي (ص: 102). والغَلَسُ: ظُلمةُ آخِرِ اللَّيلِ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 228).
4- وقال آخَرُ:
متى تُطبِقْ على شفَتَيك تسلَمْ
وإن تفتَحْهما فقَلَّ الصَّوابا
فما أحَدٌ يُطيلُ الصَّمتَ إلَّا
سيأمَنُ أن يُذَمَّ وأن يُعابا
فقُلْ خيرًا أو اسكُتْ عن كثيرٍ
من القَولِ المُحِلِّ بك العِقابا [6143] ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (ص: 277).
5- وأجادَ من قال:
مهلًا سُلَيمى أقِلِّي اللَّومَ أو فلِمِي
مَن أقعَدَتْه صُروفُ الدَّهرِ [6144] صروفُ الدَّهرِ: نوائِبُه ومَصائِبُه. يُنظَر: ((معجم اللغة العربية المعاصرة)) لأحمد مختار (2/ 1291). لم يَقُمِ
حَظِّي يَقصُرُ بي عن كُلِّ مَكرُمةٍ
 ولا تَقصُرُ بي عن نَيلِها هِمَمي
سألزَمُ الصَّمتَ ما دام الزَّمانُ كذا
وأمنَعُ الدَّهرَ مِن نُطقِ اللِّسانِ فَمي
إنْ لامني لائمٌ في الصَّمتِ قُلتُ له
حَبسُ الفتى نُطْقَه حِرزٌ من النَّدَمِ [6145] ((حسن السمت في الصمت)) للسيوطي (ص: 118).
6- وقال أبو جَعفَرٍ القُرَشيُّ:
استُرِ العِيَّ [6146] أي: الجهل. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/ 113). ما استطَعْتَ بصَمْتٍ
إنَّ في الصَّمتِ راحةً للصَّموتِ
واجعَلِ الصَّمتَ إن عَيِيتَ جوابًا
رُبَّ قولٍ جوابُه في السُّكوتِ [6147] يُنظَر: ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (ص: 300) (700)، ((الموشى)) للوشاء (ص: 7)، ((الرسالة المغنية)) لابن البناء (ص: 33) (12).
7- وقال آخَرُ:
إن كان يُعجِبُك السُّكوتُ فإنَّه
قد كان يُعجِبُ قَبْلَك الأخيارَا
ولئِنْ نَدِمتُ على سُكوتٍ مرَّةً
فلقد نَدِمتُ على الكلامِ مِرارَا
إنَّ السُّكوتَ سلامةٌ ولرُبَّما
زرَعَ الكلامُ عداوةً وضِرارَا
وإذا تقَرَّب خاسِرٌ من خاسِرٍ
زادَا بذاك خَسارةً وتَبارَا [6148] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (7/ 91) رقم (4713). والتَّبارُ: الهلاكُ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 44).
8- وأنشَدَ الأبرَشُ:
ما ذلَّ ذو صَمتٍ وما من مُكثِرٍ
إلَّا يَزِلُّ وما يُعابُ صَموتُ
إن كان مَنطِقُ ناطِقٍ من فِضَّةٍ
فالصَّمتُ دُرٌّ زانه الياقوتُ [6149] ((روضة العقلاء)) لابن حبان (ص: 44).
9- وقال آخَرُ:
وكُنْ رزينًا طويلَ الصَّمتِ ذا فِكرٍ
فإن نطَقْتَ فلا تُكثِرْ من الخُطَبِ
ولا تجِبْ سائِلًا من غيرِ تَرويةٍ
وبالذي عنه لم تُسأَلْ فلا تُجِبِ [6150] ((لباب الآداب)) لأسامة بن منقذ (1/ 276).
10- قال أُحَيحةُ بنُ الجُلاحِ:
والصَّمتُ أجمَلُ بالفتى
ما لم يكُنْ عِيٌّ يَشينُه
والقَولُ ذو خَطَلٍ [6151] الخَطَلُ: الكلامُ الفاسِدُ الكثيرُ. ((القاموس المحيط)) للفيروز آبادي (ص: 993). إذا
ما لم يكُنْ لُبٌّ يُعينه [6152] ((الفاضل)) للمبرد (ص: 7).
11- وقال مُحرِزُ بنُ عَلقَمةَ:
لقد وارى المقابِرُ مِن شَريكٍ
كثيرَ تحلُّمٍ وقليلَ عابِ
صَموتًا في المجالِسِ غيرَ عَيٍّ
جديرًا حينَ يَنطِقُ بالصَّوابِ [6153] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (1/ 29).
12- وقال أبو العتاهيةِ:
واعمِدْ إلى صِدقِ الحديـ
 ــثِ فإنَّه أزكى فُنونِه
والصَّمتُ أجمَلُ بالفتى
من منطِقٍ في غيرِ حينِه
لا خيرَ في حَشوِ الكلا
مِ إذا اهتدَيْتَ إلى عُيونِه [6154] ((ديوان أبي العتاهية)) (ص: 449).
13- وقال أحدُ الشُّعَراءِ:
أرى الصَّمتَ أدنى لبعضِ الصَّوابِ
وبعضَ التَّكَلُّمِ أدنى لعِيٍّ [6155] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (2/190).
14- وقال أبو العتاهيةِ:
إذا كنتَ عن أن تحسِنَ الصَّمتَ عاجِزًا
فأنت عن الإبلاغِ في القَولِ أعجَزُ
يخوضُ أناسٌ في المقالِ لِيُوجِزوا
وللصمَّتُ عن بعضِ المقالاتِ أوجَزُ [6156] ((الموشى)) للوشاء (ص: 6).
15- وقال آخَرُ:
قد أفلَحَ الصَّامِتُ السَّكوتُ
كلامُ راعي الكلامِ قُوتُ
ما كُلُّ نُطقٍ له جوابٌ
جوابُ ما يُكرَهُ السُّكوتُ [6157] ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (2/ 357).
15- قال الشَّاعِرُ:
قد قُلتُ قولًا لم يُعَنَّفْ قائِلُه
الصَّمتُ حُكمٌ وقليلٌ فاعِلُه [6158] ((الكشف والبيان)) للثعلبي (4/ 29). .
16- قال أعرابيٌّ:
عثَراتُ اللِّسانِ لا تُستَقالُ [6159] أي: لا تُقالُ ولا تُنسى، والاستقالةُ: طَلَبُ الإقالةِ. يُقالُ: أقاله يُقيلُه إقالةً، وتقايُلًا: إذا فسخَا البيعَ، وعاد المبيعُ إلى مالكِه والثَّمَنُ إلى المشتري، إذا كان قد نَدِم أحَدُهما أو كِلاهما، وتكونُ الإقالةُ في البَيعةِ والعهدِ. يُنظَر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (4/ 134).
وبأيدي الرِّجالِ تُجزى الرِّجالُ
فاجعَلِ العقلَ للِّسانِ عِقالًا [6160] العِقالُ: حَبلٌ يُثنى به يَدُ البعيرِ إلى رُكبتَيه، فيُشَدُّ به. يُقالُ: عقَلْتُ البعيرَ أعقِلُه عقلًا: إذا شدَدْتَ يدَه بعِقالِه. يُنظَر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (1/ 159)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/ 72).
فشِرادُ [6161] يُقالُ: شرَد البعيرُ شِرادًا: نفَر واستعصى وذهَب على وجهِه. يُنظَر: ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سيده (8/ 25)، ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 163). اللِّسانِ داءٌ عُضالُ [6162] ((أدب المجالسة)) لابن عبد البر (ص: 92). .
17- قال سُفيانُ بنُ عُيَينةَ مُتمَثِّلًا بشِعرِ أبي نُواسٍ:
خَلِّ جَنبَيك لرامِ
وامْضِ عنه بسَلامِ
مُتْ بداءِ الصَّمتِ خيرٌ
لك من داءِ الكلامِ
إنَّما السَّالمُ من ألجمَ
فاهُ بلِجامِ [6163] يُنظَر: ((الترغيب والترهيب)) لقوام السنة (2/ 346) رقم (1746)، ((أخبار الظراف والمتماجنين)) لابن الجوزي (ص: 155)، ((كنز الكتاب ومنتخب الأدب)) للبونسي (1/ 108). ونسب الجاحظُ الأبياتَ للحَسَنِ بنِ هانئٍ. يُنظَر: ((البيان والتبيين)) (2/ 52). .
18- وأنشد أحمدُ بنُ يحيى:
وأنِّي إذا لم ألزَمِ الصَّمتَ طائعًا
فلا بدَّ منه مُكرَهًا غيرَ طائِعِ [6164] ((الأمالي)) لأبي علي القالي (2/ 128). .
19- قال أبو العتاهيةِ:
وفي الصَّمتِ المُبلِّغِ عنك حُكمٌ
كما أنَّ الكلامَ يكونُ حُكمَا
إذا لم تحتَرِسْ من كُلِّ طَيشٍ
أسأتَ إجابةً وأسَأْتَ فَهْمَا [6165] ((ديوان أبي العتاهية)) (ص: 402). ويُنظَر: ((جامع بيان العلم)) لابن عبد البر (1/ 553) رقم (922). .
20- قال أُسامةُ بنُ سُفيانَ البَجَليُّ:
ألم تَرَ أنَّ الصَّمتَ حِلمٌ وحِكمةٌ
قليلٌ على رَيبِ الحوادِثِ فاعِلُه [6166] ((الحماسة)) للبحتري (ص: 451). .
21- قال بعضُهم:
عليك بما يَعْنيك من كُلِّ ما تَرى
وبالصَّمتِ إلَّا من جميلٍ تَقولُه [6167] ((المجالسة)) للدينوري (7/ 334) رقم (3252). .

انظر أيضا: