موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريمِ


قال اللهُ تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان: 14] .
قال القُرطبيُّ: (قولُه تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وِلِوَالِدَيْكَ: (قيل: الشُّكرُ للهِ على نعمةِ الإيمانِ، وللوالدَين على نعمةِ التَّربيةِ. وقال سُفيانُ بنُ عُيَينةَ: من صلَّى الصَّلواتِ الخَمسَ فقد شَكَر اللهَ تعالى، ومن دعا لوالِدَيه في أدبارِ الصَّلَواتِ فقد شكَرهما، والإحسانُ إلى الوالِدَين: معاشَرتُهما بالمعروفِ، والتَّواضُعُ لهما، وامتِثالُ أمرِهما، والدُّعاءُ بالمغفرةِ بعدَ مماتِهما، وصِلةُ أهلِ وُدِّهما) [5290] ((الجامع لأحكام القرآن)) (2/ 13) و(14/ 65). .
قال ابنُ عُثَيمين: (فهما سَبَبُ وجودِك وإمدادِك وإعدادِك، وإن كان أصلُ ذلك من اللهِ؛ فلولا الوالِدانِ ما كنتَ شيئًا، والإحسانُ إلى الوالِدَينِ شامِلٌ للإحسانِ بالقولِ والفعلِ والمالِ والجاهِ، وغيرِ ذلك من أنواعِ الإحسانِ، وضِدُّه أمرانِ؛ أحدُهما: أن يُسيءَ إليهما، والثَّاني: ألَّا يحسِنَ ولا يُسيءَ، وكلاهما تقصيرٌ في حَقِّ الوالِدَينِ مُنافٍ لبِرِّهما، وفي الإساءةِ زيادةُ الاعتداءِ) [5291] ((تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة)) (1/ 270). .

انظر أيضا: