موسوعة الأخلاق والسلوك

أوَّلًا: معنى الشُّكرِ لغةً واصطِلاحًا


معنى الشُّكرِ لغةً:
الشُّكرُ: مَصدَرُ شَكَر يَشكُرُ، وهو تصوُّرُ النِّعمةِ وإظهارُها، أو هو عِرْفانُ الإحسانِ ونَشرُه. والشُّكرانُ خِلافُ النُّكرانِ، قيل: الشُّكرُ مقلوبٌ عن الكَشْرِ، أي: الكَشْفِ، ويضادُّه الكُفرُ، وهو: نِسيانُ النِّعمةِ وسَتْرُها.
وأصلُ الشُّكرِ في وضعِ اللِّسانِ: ظُهورُ أثَرِ الغِذاءِ في أبدانِ الحيوانِ ظُهورًا بَيِّنًا. يقال: شَكِرَت الدَّابَّةُ تَشكَرُ شَكَرًا، على وَزنِ سَمِنَت تَسمَنُ سِمَنًا: إذا ظهَر عليها أثَرُ العَلَفِ، ودابَّةٌ شَكورٌ: مُظهِرةٌ بسِمَنِها إسداءَ صاحِبِها إليها، أو التي يظهَرُ عليها من السِّمَنِ فوقَ ما تأكُلُ وتُعطَى من العَلَفِ، وقيل: أصلُه من عَينٍ شَكْرى، أي: ممتَلِئةٍ، فالشُّكرُ على هذا هو الامتلاءُ من ذِكرِ المُنعِمِ [5282] يُنظَر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/ 207)، ((المفردات في غريب القرآن)) للراغب الأصفهاني (ص: 461)، ((لسان العرب)) لابن منظور (4/ 423 - 424)، ((مدارج السالكين)) لابن القيم (2/ 234). .
معنى الشُّكرِ اصطِلاحًا:
قال الجَوهريُّ: (الشُّكرُ: الثَّناءُ على المحسِنِ بما أولاكَه من المعروفِ) [5283]  ((الصحاح)) (2/ 702). .
وقال الكَفَويُّ: (الشُّكرُ: كُلُّ ما هو جزاءٌ للنِّعمةِ عُرفًا) [5284] ((الكليات)) (ص: 523). .
وقال الزَّجَّاجيُّ: (الشُّكرُ: مُقابلةُ المنعِمِ على فِعلِه بثناءٍ عليه، وقَبولٍ لنِعمتِه، واعترافٍ بها) [5285] ((اشتقاق أسماء الله)) (ص: 87). .
وقال الجُرْجانيُّ: (الشُّكرُ: عبارةٌ عن معروفٍ يُقابِلُ النِّعمةَ، سواءٌ كان باللِّسانِ أو باليَدِ أو بالقَلبِ.
وقيل: هو الثَّناءُ على المحسِنِ بذِكرِ إحسانِه) [5286] ((التعريفات)) (ص: 128). . والشُّكرُ المرادُ هنا هو شُكرُ المحسنينَ من النَّاسِ.

انظر أيضا: