موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- مِنَ الشِّعرِ


1- قال أبو الفَتحِ البُستيُّ:
زيادةُ المرءِ في دُنياه نُقصانُ
ورِبحُه غيرُ مَحضِ الخَيرِ خُسرانُ
أحسِنْ إلى النَّاسِ تَستعبِدْ قُلوبَهُمُ
فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
من جاد بالمالِ مالَ النَّاسُ قاطِبةً
إليه والمالُ للإنسانِ فتَّانُ
أحسِنْ إذا كان إمكانٌ ومَقدِرةٌ
فلن يدومَ على الإنسانِ إمكانُ [308] ((قصيدة عنوان الحكم)) لأبي الفتح البستي (ص: 33-36).
2- وقال أيضًا:
إن كنتَ تطلُبُ رُتبةَ الأشرافِ
فعليك بالإحسانِ والإنصافِ
وإذا اعتدى خِلٌّ عليك فخَلِّه
والدَّهرَ فهو له مُكافٍ كافٍ [309] ((تاريخ دنيسر)) لأبي حفص (ص: 132).
3- وقال المتنَبِّي:
ولَلتَّركُ للإحسانِ خَيرٌ لمُحسِنٍ
إذا جُعِل الإحسانُ غيرَ رَبيبِ [310] ((ديوان أبي الطيب المتنبي)) (ص: 323). والمعنى: تركُ مَن أحسَن إحسانَه أجملُ به من أن يحسِنَ ثمَّ يجيءَ بإساءةٍ. يُنظَر: ((اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي)) للمعري (ص: 54). والرَّبيبُ: الموصولُ، يُقالُ: رَببتُ الشَّيءَ: إذا وصَلْتَه. يُنظَر: ((شرح معاني شعر المتنبي)) لابن الإفليلي السفر الأول (2/10).
4- وقال أحمد الكيواني:
من يَغرِسِ الإحسانَ يَجْنِ محبَّةً
دونَ المسيءِ المبعَدِ المصرومِ
أَقِلِ العِثارَ تُقَلْ ولا تحسُدْ ولا
تحقِدْ فليس المرءُ بالمعصومِ [311] ((مجمع الحكم والأمثال)) لأحمد قبش (ص: 15 ).
5- وقال ابنُ زنجيٍّ:
لا تحقِرَنَّ من الإحسانِ مُحقرةً
أحسِنْ فعاقبةُ الإحسانِ حُسْناه [312] ((مجمع الحكم والأمثال)) لأحمد قبش (ص: 15).
6- وقال آخَرُ:
واللهِ ما حَليُ الإمامِ بحِليةٍ
أبهى من الإحسانِ والإنصافِ
فلسوف يَلقى في القيامةِ فِعْلَه
ما كان من كَدَرٍ أتاه وصافي [313] ((الجوهر النفيس في سياسة الرئيس)) لابن الحداد (123).
7- وقال أبو العتاهيةِ:
لا تمشِ في النَّاسِ إلَّا رحمةً لهم
ولا تعامِلْهم إلَّا بإنصافِ
واقطَعْ قُوى كُلِّ حِقدٍ أنت مُضمِرُه
إن زَلَّ ذو زَلَّةٍ أو إن هفا هافِ
وارغَبْ بنفسِك عمَّا لا صلاحَ له
وأوسِعِ النَّاسَ مِن بِرٍّ وإلطافِ
وإن يكُنْ أحدٌ أولاك صالحةً
فكافِهِ فوقَ ما أَولى بأضعافِ
ولا تكشِفْ مُسيئًا عن إساءتِه
وصِلْ حِبالَ أخيك القاطِعِ الجافي [314] ((ديوان أبي العتاهية)) (279).
8- وقال محمَّدُ بنُ طاهرٍ الرَّافقيُّ:
ليس في كُلِّ حالةٍ وأوانِ
تتهَيَّا صنائِعُ الإحسانِ
فإذا أمكَنْتَ فبادِرْ إليها
حذَرًا من تعذُّرِ الإمكانِ [315] ((مكارم الأخلاق)) للخرائطي (39).
9- وقال حبيبٌ:
وإساءاتُ ذي الإساءةِ يُذَكِّرْ
نْكَ يومًا إحسانَ ذي الإحسانِ [316] ((زهر الأكم في الأمثال والحكم)) نور الدين اليوسي (1/218).
10- وقال خليل مطران:
يا مُحسِنون جَزاكمُ المولى بما
يرجو على مَسعاكمُ المحمودِ
كم رَدَّ فَضلُكم الحياةَ لمائتٍ
جوعًا وكم أبقى على مولودِ
كم يَسَرَّ النَّومَ الهنيءَ لساهِدٍ [317] السُّهادُ: الأرَقُ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 156).
شاكٍ ولطَّفَ من أسى مكمودِ [318] الكَمَدُ: الحُزنُ المكتومُ. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 273).
كم صان عِرضًا طاهِرًا من ريبةٍ
ونفى أذًى عن عاثرٍ منكودِ [319] ((مجمع الحكم والأمثال)) لأحمد قبش (ص: 15).
11- وقال الدَّميريُّ: أنشدوا:
إذا كنتَ في أمرٍ فكُنْ فيه مُحسِنًا
فعمَّا قليلٍ أنت ماضٍ وتارِكُهْ
فكم دَحتِ الأيامُ أربابَ دولةٍ
وقد ملَكوا أضعافَ ما أنت مالِكُهْ [320] ((حياة الحيوان الكبرى)) (1/233).
12- وقال إسحاقُ بنُ إبراهيمَ المَوصِليُّ:
باني العُلا والمجدِ والإحسانِ
والفَضلِ والمعروفِ أكرَمُ بانِ
ليس البناءُ مُشَيَّدًا لك شِيدُهُ
مِثلَ البناءِ يُشادُ بالإحسانِ
البِرُّ أكرَمُ ما حَوَتْه حقيبةٌ
والشُّكرُ أكرَمُ ما حوَتْه يَدانِ
وإذا الكريمُ مضى وولَّى عُمرُه
كفَل الثَّناءُ له بعُمرٍ ثانِ [321] ((تاريخ العتبي)) (1/260).
13- وقال محمَّدُ بنُ عليٍّ الهِنديُّ:
الخيرُ زَرعٌ والفتى حاصِدٌ
وغايةُ المزروعِ أن يُحصَدا
وأسعدُ العالَمِ من قدَّمَ ال
إحسانَ في الدُّنيا لينجو غَدَا [322] يُنظَر: ((خريدة القصر وجريدة العصر)) لعماد الدين الأصفهاني (13/260).
14- قال بعضُ الشُّعَراءِ:
إذا هبَّت رياحُك فاغتَنِمْها
فعُقبى كُلِّ خافقةٍ سُكونُ
ولا تغفُلْ عن الإحسانِ فيها
فما تدري السُّكونُ متى يكونُ
وإن درَّت نياقُك فاحتَلِبْها
فما تدري الفصيلُ [323] الفصيلُ: ولَدُ النَّاقةِ إذا فُصِل عن أمِّه. يُنظَر: ((مختار الصحاح)) لزين الدين الرازي (ص: 240). لمن يكونُ [324] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردى (202).

انظر أيضا: