موسوعة الأخلاق والسلوك

د- نماذِجُ من حُسْنِ السَّمْتِ عِندَ العُلَماءِ المتأخِّرين


- قال الخَطيبُ البغداديُّ: (وكان ابنُ العلَّافِ صَدوقًا مستورًا ظاهِرَ الوقارِ حَسَنَ السَّمْتِ جميلَ المذهَبِ) [3134] ((تاريخ بغداد)) للخطيب البغدادي (4/ 173). .
- قال يعقوبُ بنُ إبراهيمَ البَرْزَبينيُّ: (إمامُنا القاضي أبو يَعلى بنُ الفَرَّاءِ هو العالمُ المقتدى به في عِلمِه ودينِه، ما رأيتُ أحسَنَ سمتًا منه، ولا أكثَرَ اجتهادًا منه، ولا تشاغُلًا بالعلمِ، مع كثرةِ العِلمِ والصِّيانةِ والانقطاعِ عن النَّاسِ، والزَّهادةِ فيما بأيديهم، والقناعةِ في الدُّنيا باليسيرِ، مع حُسنِ التَّجمُّلِ، وعِظَمِ حِشمتِه عِندَ الخاصِّ والعامِّ، ولم يعدِلْ بهذه الأخلاقِ شيئًا مَن نَفَر مَن الدُّنيا) [3135] ((فضائل أبي حنيفة)) لابن أبي العوام (ص: 49). .
- قال ابنُ الجوزيِّ: (ولَقِيتُ عبدَ الوهَّابِ الأنماطيَّ، فكان على قانونِ السَّلَفِ، لم تسمَعْ في مجلِسِه غِيبةً، ولا كان يَطلُبُ أجرًا على سماعِ الحديثِ، وكُنتُ إذا قرأتُ عليه أحاديثَ الرَّقائِقِ بكى واتَّصَل بكاؤه، فكان -وأنا صغيرُ السِّنِّ حينَئذٍ- يُعمِلُ بكاؤه في قلبي، ويبني قواعِدَ، وكان على سمتِ المشايخِ الذين سمِعْنا أوصافَهم في النَّقلِ) [3136] ((صيد الخاطر)) لابن الجوزي (ص: 158). .
- قال الصَّفَديُّ في ترجمةِ شَرَفِ الدِّينِ أبي محمَّدٍ عبدِ اللهِ بنِ حَسَنٍ: (وكان خيِّرًا وقورًا، ساكنًا صَبورًا، حَسَنَ السَّمْتِ، لا يُرى في حالِه عِوَجٌ ولا أَمْتٌ، لَيِّنَ العريكةِ، مَن جالسَه صار في أمرِه وما هو فيه شريكَه، ولم يَزَلْ على حالِه إلى أن جاءه الأجَلُ) [3137] ((أعيان العصر)) للصفدي (2/ 674، 675) رقم (864). .
-وقال ابنُ النَّجَّارِ: (كان أبو القاسِمِ عُمَرُ بنُ مسعودٍ البزَّازُ كثيرَ العبادةِ والمجاهدةِ، سَليمَ الباطِنِ والظَّاهِرِ، وله كلامٌ حَسَنٌ على طريقةِ القومِ، وعلى وَجهِه أنوارُ الطَّاعةِ، وكان نظيفًا طَيِّبَ الرِّيحِ، حَسَنَ السَّمْتِ، مليحَ الخَلقِ والخُلُقِ، إذا تكلَّم في المحبَّةِ خَرَج النَّورُ مِن بَيْنَ ثناياه واشتدَّت حُمرةُ وجنَتَيه، وإذا تكَلَّم في الخوفِ طار لُبُّه وتغيَّر لونُه وخَنقَتْه العَبرةُ، وتاب عليه خَلقٌ كثيرٌ وصَلَحت طرائِقُهم وانتَفَعوا بصُحبتِه) [3138] ((ذيل تاريخ بغداد)) لابن النجار (20/ 124). .
- وقال المَرَّاكُشيُّ: (كان أبو عبدِ اللهِ البيراقيُّ من أهلِ العِلمِ بالحديثِ...، إلى ما كان عليه من التُّقى والانقباضِ والصَّلابةِ في الدِّينِ، ووفورِ العَقلِ وحُسْنِ السَّمْتِ، وصِدقِ الوَرَعِ، والمواظبةِ على تلاوةِ كِتابِ اللهِ تعالى والتَّهجُّدِ به) [3139] ((الذيل والتكملة)) للمراكشي (4/ 61). .
- قال ابنُ النَّجَّارِ: (شيخُنا ابنُ سكينةَ شَيخَ العِراقِ في الحديثِ، والزُّهدِ، وحُسْنِ السَّمْتِ، وموافَقةِ السُّنَّةِ والسَّلَفِ، كانت أوقاتُه محفوظةً، لا تمضي له ساعةٌ إلَّا في تلاوةٍ أو ذِكرٍ، أو تهجُّدٍ أو تسميعٍ، وكان إذا قُرِئَ عليه مَنَع من القيامِ له أو لغيرِه، وكان كثيرَ الحَجِّ والمجاورةِ والطَّهارةِ، يديمُ الصَّومَ غالبًا، ويَستعمِلُ ويحِبُّ الصَّالحين، ويعظِّمُ العُلَماءَ، ويتواضَعُ للنَّاسِ، وكان ظاهِرَ الخُشوعِ، وكانت له في القُلوبِ منزلةٌ عظيمةٌ، ومَن رآه انتفع برؤيتِه، فإذا تكلَّم كان عليه البهاءُ والنُّورُ، لا يُشبَعُ من مجالستِه، لقد طُفتُ شَرقًا وغربًا، ورأيتُ الأئمَّةَ والزُّهادَ، فما رأيتُ أكمَلَ منه، ولا أكثَرَ عبادةً، ولا أحسَنَ سَمتًا، صحِبْتُه قريبًا من عشرين سنةً ليلًا ونهارًا، وتأدَّبتُ به) [3140] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (21/ 503، 504). .
-قال ابنُ النَّجَّارِ: (كان موفَّقُ الدِّينِ ابنُ قُدامةَ إمامَ الحنابلةِ بجامِعِ دِمَشقَ، وكان ثِقةً حُجَّةً نبيلًا، غزيرَ الفَضلِ، نَزِهًا وَرِعًا عابِدًا، على قانونِ السَّلَفِ، عليه النُّورُ والوَقارُ، ينتَفِعُ الرَّجُلُ برؤيتِه قبلَ أن يَسمَعَ كلامَه) [3141] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (22/ 167). .
- ووصَفَ الذَّهبيُّ ابنَ الظَّاهِريِّ، فقال: (شيخٌ وَقورٌ مَهيبٌ مُنَوَّرُ الشَّيبةِ مَليحُ الوَجهِ، حَسَنُ السَّمْتِ، ذو صِدقٍ وإخلاصٍ) [3142] ((المعجم المختص بالمحدثين)) للذهبي (ص: 41) رقم (44). .

انظر أيضا: