موسوعة الأخلاق والسلوك

ثانيًا: الفَرقُ بَينَ المُداراةِ وغيرِها


الفَرقُ بَينَ المُداراةِ والمُداهنةِ
الفَرقُ بَينَهما من وُجوهٍ:
أنَّ المُداراةَ صِفةُ مَدحٍ، والمداهَنةَ صِفةُ ذَمٍّ.
أنَّ المُداري يتلَطَّفُ بصاحِبِه حتَّى يستخرِجَ منه الحَقَّ، أو يردَّه عن الباطِلِ، والمداهِنُ يتلطَّفُ به؛ ليُقِرَّه على باطِلِه، ويترُكَه على هواه [8230] ((الروح)) (ص: 231). .
أنَّ المُداراةَ هي الرِّفقُ بالجاهِلِ في التَّعليمِ، وبالفاسِقِ في النَّهيِ عن فِعلِه، وتَركُ الإغلاظِ عليه؛ حيثُ لا يُظهِرُ ما هو فيه، والإنكارُ عليه بلُطفِ القولِ والفعلِ، ولا سيَّما إذا احتيجَ إلى تألُّفِه ونحوِ ذلك. والمداهَنةُ: معاشَرةُ الفاسِقِ، وإظهارُ الرِّضا بما هو فيه من غيرِ إنكارٍ عليه [8231] يُنظر: ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (9/306)، ((التوضيح لشرح الجامع الصحيح)) لابن الملقن (28/ 514)، ((فتح الباري)) لابن حجر (10/528). .
أنَّ المُداراةَ: بَذلُ الدُّنيا لصلاحِ الدُّنيا أو الدِّينِ، وهي مباحةٌ ومُستحسَنةٌ في بعضِ الأحوالِ، والمداهنةُ المذمومةُ المحرَّمةُ: هي بَذلُ الدِّينِ لصالِحِ الدُّنيا [8232] ((المفهم لما أَشْكَل من تلخيص كتاب مسلم)) (6/ 573). .
الفَرقُ بينهما أيضًا من جهةِ الغَرَضِ الباعِثِ عليهما؛ فإن أغضَيتَ لسلامةِ دينِك، ولِما ترى من إصلاحِ أخيك بالإغضاءِ، فأنت مُدارٍ، وإن أغضَيتَ لحظِّ نفسِك، واجتلابِ شَهواتِك، وسلامةِ جاهِك، فأنت مُداهِنٌ [8233] ((إحياء علوم الدين)) (2/182). .
- الفَرقُ بَينَ المُداراةِ والمُهلةِ:
(أنَّ المُهلةَ: عدَمُ سُرعةِ المؤاخَذةِ، وتركُ الانتقامِ مع القدرةِ؛ لمصلحةٍ تقتضي ذلك عاجِلًا أو آجِلًا، وقد تُسنَدُ إلى اللهِ تعالى، فيُقالُ: أمهل اللهُ عبادَه. والمُداراةُ: عبارةٌ عن المُلاطفةِ، وحُسنِ المعاشَرةِ مع النَّاسِ اتِّقاءً من شَرِّهم؛ ولذا لا تُنسَبُ إلى اللهِ عزَّ وجَلَّ) [8234] ((معجم الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (ص: 522). .
- الفَرقُ بَينَ المُداراةِ والتَّقيَّةِ:
(أنَّ التَّقيةَ غالِبًا لدفعِ الضَّررِ عِندَ الضَّرورةِ، وأمَّا المُداراةُ فهي لدفعِ الضَّرَرِ وجَلبِ النَّفعِ) [8235] ((الموسوعة الفقهية الكويتية)) (13/186). .

انظر أيضا: