موسوعة الأخلاق والسلوك

أ- من القُرآنِ الكريمِ


- قولُه تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت: 34] .
(أي: ولا تستوي الخَصلةُ الحَسَنةُ مع الخَصلةِ السَّيِّئةِ في الجزاءِ وحُسنِ العاقبةِ) [8236] ((التفسير المحرر- الدرر السَّنية)) (31/ 173). ، قال السَّمعانيُّ: (وأمَّا الحَسَنةُ والسَّيِّئةُ ففيهما أقوالٌ؛ أحدُها: أنَّهما التَّوحيدُ والشِّركُ، والآخَرُ: أنَّهما العفوُ والانتصارُ، والثَّالثُ: أنَّهما المُداراةُ والغِلظةُ. والرَّابعُ: أنَّهما الصَّبرُ والجَزَعُ. والخامِسُ: أنَّهما الحِلمُ عندَ الغَضَبِ والسَّفَهِ) [8237] ((تفسير القرآن)) (5/ 52). . (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أي: فادفَعْ سَيِّئةَ النَّاسِ بالخَصلةِ التي هي أحسَنُ الخِصالِ؛ فأحسِنْ إلى من أساء إليك، وادْعُهم بالحِكمةِ والرِّفقِ، واللِّينِ وحُسنِ الخِطابِ، واحلُمْ عليهم، واصفَحْ عنهم، واصبِرْ على أذاهم فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ أي: فإنَّك إن فعَلْتَ ذلك صار من هو عدُوٌّ لك كأنَّه صديقٌ شديدُ الولاءِ لك، يحبُّك ويُشفِقُ عليك، ويحسِنُ إليك ويناصِرُك) [8238] ((التفسير المحرر- الدرر السَّنية)) (31/ 173، 175). .
- وقولُه تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [لقمان: 14 - 15] .
قال القُرطبيُّ: (قولُه تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا نعتٌ لمصدَرٍ محذوفٍ، أي: مُصاحَبًا معروفًا؛ يقالُ: صاحَبْتُه مُصاحَبةً ومُصاحَبًا. ومَعْرُوفًا أي: ما يحسُنُ. والآيةُ دليلٌ على صلةِ الأبوَينِ الكافِرينِ بما أمكَن من المالِ إن كانا فقيرَينِ، وإلانةِ القَولِ والدُّعاءِ إلى الإسلامِ برِفقٍ) [8239] ((الجامع لأحكام القرآن)) (14/66). .
- وقال سُبحانَه: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى * فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى [طه: 43 - 47] .
قال ابنُ كثير: (هذه الآيةُ فيها عبرةٌ عظيمةٌ، وهو أنَّ فِرعَونَ في غايةِ العُتُوِّ والاستكبارِ، وموسى صفوةُ اللهِ من خَلقِه إذ ذاك، ومع هذا أُمِر ألَّا يخاطِبَ فِرعَونَ إلَّا بالملاطفةِ واللِّينِ) [8240] ((تفسير القرآن العظيم)) (5/294). .
- وقال تعالى مخاطِبًا نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199] .
قال الكيا الهرَّاسيُّ: (أُمِر بمراعاةِ مكارِمِ الأخلاقِ ومُداراةِ النَّاسِ) [8241] ((أحكام القرآن)) (3/141). .
- وقال تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ [المؤمنون: 96] .
(أي: ادفَعْ -يا محمَّدُ- أذى أولئك القومِ بالخَصلةِ التي هي أحسَنُ الخِصالِ؛ بأن تحسِنَ إليهم، وتصفَحَ عنهم، وتصبرَ على أذاهم) [8242] ((التفسير المحرر- الدرر السَّنية)) (18/686). ، مع (استعمالِ مُداراتِهم في كثيرٍ من الأحوالِ) [8243] ((مفاتيح الغيب)) للرازي (9/454). .

انظر أيضا: