موسوعة التفسير

سُورَةُ البَقَرَةِ
مقدمة السورة

أسماء السُّورة:

1- سمِّيت هذه السُّورةُ الكريمة، سورةَ البَقرة [96] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (1/24). .
فعن أَبي مَسعودٍ عُقبةَ بن عمرو رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: ((مَن قرَأ بالآيتَينِ مِن آخِرِ سورةِ البَقرةِ في ليلةٍ كفَتاه )) [97] رواه البخاري (5008). .
2- سمِّيت هي وسورة آل عِمران، الزَّهراوينِ [98] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (1/24). .
فعن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: ((اقْرَؤوا القرآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شَفيعًا لأصحابه، اقرَؤوا الزَّهرَاوَيْنِ [99] الزَّهراوان: أي المنيرتان، واحدتهما زَهراء. ((النهاية)) لابن الأثير (2/321). : البقرةَ، وسورةَ آلِ عمرانَ ...)) [100] رواه مسلم (804). .

فضائلُ السُّورة وخصائصُها:

لهذه السُّورة الكريمةِ فضائلُ متعدِّدة، منها:
1- أنها تُنفِّر الشيطانَ من البَيت الذي تُقرأ فيه
فعَن أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: ((لا تَجْعَلوا بُيوتَكم مقابرَ؛ إنَّ الشيطانَ ينفِرُ من البيتِ الذي تُقرأ فيه سورةُ البَقرة )) [101] رواه مسلم (780). .
2- أنَّها وآلَ عمران تُدافعانِ عن قارئِهما يومَ القيامة، وفي قِراءتِها والعملِ بما فيها حصولُ البَركات لصاحبِها
فعن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضي الله عنه، قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ يقول: ((اقْرَؤوا القرآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شَفيعًا لأصحابه، اقرَؤوا الزَّهرَاوَين: البقرةَ، وسورةَ آلِ عمرانَ؛ فإنَّهما تأتِيان يومَ القِيامةِ كأنَّهما غَمامتانِ [102] الغَمامة: السَّحابة. ((النهاية)) لابن الأثير (3/389). ، أو كأنَّهما غَيايتانِ [103] الغَياية: كلُّ شيءٍ أظلَّ الإنسانَ فوق رأسه كالسَّحابة وغيرها. ((النهاية)) لابن الأثير (3/403). ، أو كأنهما فِرْقانِ [104] فِرقان:، أي: قِطعتان، مثنَّى الفِرْق، وهو القِطعة من الشَّيء. ((كشف المشكل)) لابن الجوزي (4/150)، ((النهاية)) لابن الأثير (3/440). من طَيرٍ صوافَّ [105] صَوافَّ: أي: مُصطفَّة متضامَّة؛ لتظلِّل قارئها. ((كشف المشكل)) لابن الجوزي (4/150). ، تُحاجَّان عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أَخْذَها بَركةٌ، وتركَها حَسرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلَةُ ))، قال معاويةُ ابن سلام -أحد رجال سند الحديث-: بلغَني أنَّ البطلَةَ السَّحرةُ [106] أخرجه مسلم (804) .
3- تعظيمُ الصَّحابة رضي الله عنهم لقارئِها هي وآل عمران
فعن أَنسٍ رضي الله عنه، قال: ((كان الرجلُ إذا قرَأَ البَقرة وآل عمران، جَدَّ فينا- يعني: عظُم- وفي رواية: يُعَدُّ فينا عَظيمًا، وفي أخرى: عُدَّ فينا ذا شأنٍ )) [107] رواه أحمد (3/120) (12236)، وابن حبَّان (3/19) (744). صحَّح إسنادَه ابن تَيميَّة في ((الصارم المسلول)) (2/241)، وقال ابن كثير في ((البداية والنهاية)) (6/179): على شرْط الشيخين، وصحَّحه الألباني في ((صحيح الموارد)) (1268). .

بيان المَكِّي والمَدني:

سورة البَقرة سورةٌ مدنيَّة، نزلتْ بعد الهِجرة، ونقَل الإجماعَ على ذلك عددٌ من المفسِّرين [108] نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ تيميَّة في ((مجموع الفتاوى)) (17/193)، وابنُ كثير في ((تفسيره)) (1/155)، والشِّنقيطي في ((العذب النمير)) (2/362). .

مقاصِد السُّورة :

مَن أهمِّ المقاصد التي تضمَّنتها سورةُ البقرة:
1- الاهتمامُ بالجانب العَقديِّ؛ فقد بيَّنت السورة الكثيرَ من أصول العقيدة، وأدلَّة التوحيد، وبراهين البعث [109] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (1/55). .
2- بيانُ جوانبَ من التَّشريع الإسلاميِّ، سواءً في العِبادات، أو الأحوال الشخصيَّة، أو المعاملات الماليَّة، أو الحدود، وغير ذلك [110] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (1/203). .

موضوعات السُّورة:

من أَبرزِ الموضوعاتِ التي تناولتْها سورةُ البَقرة:
1- وصْف أصناف النَّاس، حيثُ قسَّمتْهم ثلاثةَ أقسام، هم: المؤمنون، والكافِرون، والمنافقون.
2- وصيَّةُ الناس كافَّةً بعبادة ربِّهم، مع ذِكر بعض نِعمه الجليلة عليهم، التي تدلُّ على استحقاقِه سبحانَه وتعالى للعبادة وحْده، مع تحذيرهم إنْ لم يمتثلوا هذا الأمر، وتبشير مَن امتثل منهم بما أعدَّه الله تعالى له من النَّعيم المقيم.
3- بداية خَلْق الإنسان، وحوار الله عزَّ وجلَّ مع ملائكتِه.
4- قِصَّة استخلاف آدَم في الأرض، وقصَّته مع الشيطان.
5- عَرْض أبرز الأحداث التي وقعتْ لبني إسرائيل.
6- قِصَّة ابتلاء إبراهيمَ بالكلمات، وبنائِه الكعبةَ مع ولده إسماعيل، ووصيَّته لأبنائه ويعقوب، ووصية يعقوب لأبنائِه.
7- عَرْض مجموعة من الأحكام الشرعيَّة في جانب العبادات، تتعلَّق بالصَّلاة والصَّدقة، والصَّوم، والحجِّ، وفي جانب المعاملات، كالرِّبا والدَّيْن، والرَّهن، وكذلك في جانب الأُسْرَة من النِّكاح والطَّلاق والإيلاء والعِدَد، وغير ذلك من أحكام.
8- عَرْض وقائع في إحياء الله الموتى، ومنها: (قصة قتيل بني إسرائيل، وقصة الذين أصيبوا منهم بصاعقة أماتتهم، وقِصَّة الذين خرَجوا من دِيارهم وهم أُلوف حذرَ الموت، وقِصَّة الذي مرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها، وقصَّة إبراهيم عليه السَّلام مع الطَّير).
9- قِصَّة طالوت وجالوت مع الملأ من بني إسرائيل من بعدِ موسى عليه السَّلام.
10- قصَّة الذي حاجَّ إبراهيمَ عليه السَّلام في ربِّه.