الموسوعة الحديثية


- إن أطيبَ ما أَكَلْتُم مِن كسبِكم . وإن أولادَكم مِن كَسْبِكم.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي | الصفحة أو الرقم : 1358 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (3528)، والنسائي (4452) باختلاف يسير، وابن ماجه (2290)
في هذا الحَديثِ يقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ أطْيبَ"، أي: أفضلَ وأهنَأَ "ما أكَلْتُم"، أي: ما استفَدْتُم به منَ المالِ في سائرِ أحوالِكُم؛ وعبَّرَ بالأكلِ لأنَّه أغلبُ الحالِ في الاستفادةِ مِن المالِ "مِنْ كسبِكُم"، أي: ما أخَذتُمُوه بسببِ ما عمِلتُم بأيديكم وأنفُسِكُم في الصِّناعةِ أو التِّجارةِ أو الزِّراعة؛ قيلَ: وسببُ ذلك الفَضلِ أنَّ في الكَسْبِ حُسنَ تَوكُّلٍ على اللهِ تعالى.
ثمَّ بيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ حُكمًا متعلِّقًا بالمال والكسِبِ أيضًا، فقال: "وإنَّ أولادَكم مِن كَسْبِكم"، أي: ما عَمِلوا بأيديهم كأنَّ والدَه عَمِلَه، فإنْ أكَل منه الوالدُ فهو أطيبُ الرِّزقِ أيضًا؛ لأنَّ ولَدَ الرَّجُلِ جزءٌ منه والوالدُ قد طلبَه وسَعَى في تَحصيلِه؛ فحُكمُه حُكمُ نفْسِه، فهو مشاركٌ له وله الأكلُ مِن مالِ ولدِه سواءٌ أذن الولد أو لا، وللوالدِ أنْ يتصرَّفَ بمالِ ولدِه كما يَتصرَّف بمالِه، ما لم يكُن ذلك على وجهِ السَّرفِ والسَّفهِ.
وفي الحديثِ: عِظَمُ حقِّ الوالدِ على أَولادِه.