الموسوعة الحديثية


- لمَّا صدَرَ عمرُ رضِيَ اللهُ عنه عن منًى، أناخَ بالأبطحِ، ثمَّ كوَّمَ كومةً مِن البطحاءِ، ثمَّ ألقى  نَفْسَه عليه، فلزِقَ ثوبُه واستلْقى، ومَدَّ يَدَه إلى السَّماءِ، فقال: اللَّهُمَّ ضعُفَتْ قُوَّتي، وكبِرَتْ سِنِّي، وانتشَرَت رَعيَّتي، فاقبِضْني إليك غيرَ مُضيِّعٍ، ولا مُفرِّطٍ. ثمَّ قدِمَ المدينةَ، فخطَبَ النَّاسَ فقال: أيُّها النَّاسُ، إنِّي قد سَننْتُ لكم السُّننَ، وفرضْتُ لكم الفرائضَ، وتركْتُكم على واضحةٍ -وصفَّقَ يحيى بيَدَيْه- إلَّا أنْ تضِلُّوا بالنَّاسِ يمينًا وشمالًا، ثمَّ إيَّاكم ألَّا تَهلِكوا عن آيةِ الرَّجمِ، أنْ يقولَ قائلٌ: لا  نَجِد حدًّا يُرَى في كتابِ اللهِ؛ فقد رأيْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رجَمَ ورجَمْنا، والَّذي نفْسُ عمرَ بيَدِه، لولا أنْ يقولَ النَّاسُ: أحدَثَ عمرُ في كتابِ اللهِ، لكتبْتُها، فإنا قد قرَأْنا: (الشَّيخُ والشَّيخةُ فارجُموهما البتَّةَ). قال سعيدٌ: فما انسلَخَ ذو الحِجَّةِ حتَّى قُتِلَ عمرُ رضِيَ اللهُ عنه.
الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 4/ 250 | خلاصة حكم المحدث : إسناده رجاله رجال الصحيح