موسوعة التفسير

سُورةُ المُطَفِّفينَ
مقدمة السورة

أسماء السورة :

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (المُطَفِّفينَ)، ووَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [1] سُمِّيت بذلك؛ لافتِتاحِها بقَولِ اللهِ عزَّ وجَلَّ: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/506). وقال ابنُ عاشور: (سُمِّيَت هذه السُّورةُ في كُتُبِ السُّنَّةِ وفي بعضِ التَّفاسيرِ «سورةَ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ»، وكذلك ترجَمَها البُخاريُّ في كتابِ التَّفسيرِ مِن «صحيحِه» [«6/167»]، والتِّرمذيُّ في «جامِعِه» [«5/434»]، وسُمِّيَت في كثيرٍ مِن كُتُبِ التَّفسيرِ والمصاحِفِ «سُورةَ المطَفِّفينَ» اختصارًا). ((تفسير ابن عاشور)) (30/187). وتسمَّى أيضًا سورةَ التَّطفيفِ. يُنظر: ((جمال القراء وكمال الإقراء)) للسخاوي (ص: 93). .

بيان المكي والمدني:

سورةُ المُطَفِّفينَ مُخَتَلَفٌ فيها [2] يُنظر: ((الإتقان)) للسيوطي (1/51). ؛ فقِيلَ: مَكِّيَّةٌ [3] ممَّن اختار أنَّها مَكِّيَّةٌ: ابنُ جرير، والزَّجَّاجُ، وابنُ أبي زَمَنِين، والواحديُّ، والزَّمخشريُّ، وابنُ جُزَي. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/185)، ((معاني القرآن وإعرابه)) للزجاج (5/297)، ((تفسير ابن أبي زمنين)) (5/105)، ((الوسيط)) للواحدي (4/440)، ((تفسير الزمخشري)) (4/718)، ((تفسير ابن جزي)) (2/460). ، وقيلَ: مَدَنيَّةٌ [4] ممَّن اختار أنَّها مَدَنيَّةٌ: مقاتلُ بنُ سُلَيمانَ، والبَغَويُّ، وابنُ كثير، والبِقاعي، والشربيني. يُنظر: ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (4/619)، ((تفسير البغوي)) (5/221)، ((تفسير ابن كثير)) (8/346)، ((مصاعد النظر)) للبقاعي (3/167)، ((تفسير الشربيني)) (4/499). قال ابن الجوزيِّ: (فيها ثلاثةُ أقوالٍ؛ أحَدُها: أنَّها مكِّيَّةٌ. قاله ابنُ مَسعودٍ، والضَّحَّاكُ، ويحيى بنُ سَلَّام. والثَّاني: مَدَنيَّةٌ. قاله ابنُ عبَّاسٍ، والحَسَنُ، وعِكْرِمةُ، وقَتادةُ، ومُقاتِلٌ، إلَّا أنَّ ابنَ عبَّاسٍ وقَتادةَ قالا: فيها ثماني آياتٍ مَكِّيَّةٌ؛ مِن قَولِه عزَّ وجلَّ: إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا [المطففين: 29] إلى آخِرِها. وقال مقاتِلٌ: فيها آيةٌ مكِّيَّةٌ، وهي قولُه عزَّ وجلَّ: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ [المطففين: 13] . والثَّالثُ: أنَّها نزَلَت بيْن مكَّةَ والمدينةِ. قاله جابِرُ بنُ زَيدٍ، وابنُ السَّائِبِ. وذَكَرَ هِبةُ الله بنُ سلامةَ المفسِّرُ أنَّها نزلت في الهِجرةِ بيْن مكَّةَ والمدينةِ، نِصفُها يُقارِبُ مكَّةَ، ونِصفُها يُقارِبُ المدينةَ). ((تفسير ابن الجوزي)) (4/413). ويُنظر: ((الناسخ والمنسوخ)) لهبة الله بن سلامة (ص: 195). .

مقاصد السورة:

مِن أهَمِّ مَقاصِدِ السُّورةِ:
1- التَّحْذيرُ مِن التَّطْفيفِ [5] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (30/188). ويُنظر أيضًا: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/506). .
2- الحديثُ عن الفُجَّارِ والأبرارِ، والموازنةُ بيْنَ مصيرِ كلٍّ منهما [6] يُنظر: ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (15/315). وذكر الإسكافي أنَّ سورةَ المطَفِّفينَ: (مَقصورةٌ على التَّرهيبِ مِن النَّارِ ووَصْفِها ومُعاقَبةِ أهْلِها، وعلى التَّرغيبِ في الجنَّةِ ونَعيمِ أهْلِها؛ ليس في السُّورةِ غيرُ هذَينِ المعنيَينِ). ((درة التنزيل وغرة التأويل)) (ص: 1349). .

موضوعات السورة :

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
1- التَّحذيرُ مِن التَّطفيفِ في الكَيلِ والميزانِ، وتوَعُّدُ المطَفِّفينَ، وتذكيرُهم بيَومِ البَعثِ والحِسابِ والجَزاءِ.
2- بيانُ سُوءِ عاقِبةِ الفُجَّارِ، وحُسنِ عاقِبةِ الأبرارِ، وبيانُ أنَّ صَحائِفَ أعمالِ الفُجَّارِ فى أسفَلِ سافِلينَ، وصَحائِفَ أعمالِ الأبرارِ فى أعلى عِلِّيِّينَ.
3- ذِكرُ ما كان يَفعَلُه المُشرِكونَ مع المؤمِنينَ مِن استِهزاءٍ وإيذاءٍ.
4- تبشيرُ المؤمِنينَ بأنَّهم يومَ القيامةِ سيَضحَكونَ مِن الكُفَّارِ كما ضَحِكَ الكُفَّارُ منهم في الدُّنيا.