موسوعة الأخلاق والسلوك

ب- من الأمثالِ والحِكَمِ


- (أفرَطَ فأسقَطَ).
وهذا كما قيل: (مَن كَثُر كَلامُه كَثُر سَقَطُه) [2155] ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (1/ 19). .
- (أوَّلُ العِيِّ الاختلاطُ، وأسوَأُ القولِ الإفراطُ).
قال أبو عُبَيدٍ البَكريُّ: (الاختلاطُ: التَّخليطُ في الكلامِ والإكثارُ من النُّطقِ، وكان أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ القاسِمِ يقولُ: أوَّلُ العِيِّ الاحتلاطُ، بالحاءِ مُهمَلةً، وهو الغَضَبُ، يقولُ: إنَّ العَيِيَّ بالمَنطِقِ لعَجزِه عن الكلامِ والعبارةِ عمَّا في نفسِه يَرجِعُ إلى الغَضَبِ والضَّجَرِ، بَرَمًا بخَصمِه، والاحتلاطُ أيضًا: الاجتهادُ؛ احتَلَط الرَّجُلُ وأحلَطَ: إذا اجتَهَد في الشَّيءِ وجَدَّ) [2156] ((فصل المقال في شرح كتاب الأمثال)) (ص: 31). .
- قولُهم: بِنتُ الجَبَلِ. قالوا: هي صوتٌ يرجِعُ إلى الصَّائِحِ ولا حقيقةَ له.
(يُضرَبُ مَثَلًا للرَّجُلِ يتكَلَّمُ مع كُلِّ متكَلِّمٍ ويجيبُ كُلَّ قائلٍ) [2157] ((جمهرة الأمثال)) لأبي هلال العسكري (1/ 214)، ((مجمع الأمثال)) للميداني (1/ 97). .
- أسرَعُ مِن المُهَثْهِثةِ.
قال أبو الفَضلِ الميدانيُّ: (وهي النَّمَّامةُ، هذه روايةُ محمَّدِ بنِ حَبيبٍ، وروى ابنُ الأعرابيِّ المُهَتْهِتة -بالتَّاءِ المُعجَمةِ- وقال: هي التي إذا تكَلَّمَت قالت هَتْ هَتْ، قال حمزةُ: وهذا التَّفسيرُ غيرُ مفهومٍ، قلتُ: قال ابنُ فارسٍ: الهَثْهَثةُ الاختلاطُ، والهَتْهَتةُ صَوتُ البَكرِ، «ورجُلٌ مِهَتٌّ» خفيفٌ في العَمَلِ، وقال الأصمَعيُّ: رجُلٌ مِهَتٌّ وهَتَّاتٌ، أي: خفيفٌ كثيرُ الكلامِ، وكِلاهما - أعني التَّاءَ والثَّاءَ- يدلَّانِ على ما ذَهَب إليه محمَّدُ بنُ حَبيبٍ؛ لأنَّ النَّمَّامةَ تخِفُّ وتُسرِعُ في نقلِ الكلامِ وتخليطِه، وحكِيَ عن أبي عَمرٍو أنَّ الهتَّاءةَ الكذَّابةُ والنَّمَّامةُ، وأمَّا ما قاله ابنُ الأعرابيِّ: إنَّها هي التي إذا تكَلَّمَت قالت هَتْ هَتْ، فإنَّه أراد قِلَّةَ مبالاتِها بما تقولُ لسَخافةِ عَقلِها وكلامِها، وجَعَل قولَها صوتًا لا معنى وراءَه، كقولِهم في حكايةِ الأصواتِ: غَسْغَسَ: إذا قال غَسْ غَسْ، وهَجْهَجَ: إذا قال: هَجْ هَجْ، وأشباهِ ذلك، وإذا كان على هذا الوَجهِ فتفسيرُ ابنِ الأعرابيِّ مفهومٌ) [2158] ((مجمع الأمثال)) لأبي الفضل الميداني (1/350). .
- مَخايِلُ أغزَرُها السَّرابُ.
المَخيِلةُ: السَّحابةُ الخليقةُ بالمطَرِ، وأغزَرُها: أكثَرُها ماءً.
يُضرَبُ للذي يُكِثرُ الكلامَ، وأكثَرُه ليس بشيءٍ [2159] ((مجمع الأمثال)) لأبي الفضل الميداني (2/ 296). .
- وقيل: (اللِّسانُ وزيرُ الإنسانِ، فإذا تكلَّم تحذَّر من الإكثارِ، فقَلَّ مَن كَثُرَ كلامُه إلَّا وكَثُر نَدَمُه) [2160] ((درر السلوك في سياسة الملوك)) للماوردي (ص: 64). .



انظر أيضا: