موسوعة التفسير

سورةُ المُجادلةِ
مقدمة السورة

أسماءُ السُّورةِ:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسُورةِ (المجادلةِ) [1] سُمِّيَت سورةَ المجادلةِ؛ لِقَولِه تعالى: تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا، وقد افتُتِحَت بقَضيَّةِ مجادَلةِ امرأةِ أَوسِ بنِ الصَّامِتِ لدى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في شأنِ مُظاهَرةِ زَوجِها. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/456)، ((تفسير ابن عاشور)) (28/5). قال الشهاب الخفاجي: (المجادلة: بفَتحِ الدَّالِ وكَسْرِها، والثَّاني هو المعروفُ... وتُسمَّى سورةَ قَدْ سَمِعَ). ((حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي)) (8/164). واختار ابن عاشور أنَّ كَسرَ الدَّالِ أظهَرُ، قال: (لأنَّ السُّورةَ افتُتِحت بذِكرِ الَّتي تجادِلُ في زوجِها، فحقيقةٌ أن تُضافَ إلى صاحبةِ الجدالِ، وهي الَّتي ذكرها اللهُ بقَولِه: الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا [المجادلة: 1] ... وأمَّا فَتحُ الدَّالِ فهو مصدَرٌ مأخوذٌ مِن فِعلِ تُجَادِلُكَ كما عَبَّرَ عنها بالتَّحاوُرِ في قَولِه تعالى: وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا [المجادلة: 1] ). ((تفسير ابن عاشور)) (28/5). .

بيانُ المَكِّيِّ والمَدَنيِّ:

سورةُ المجادلةِ مَدَنيَّةٌ [2] وقيل: قَولُه: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ نزل بمكَّةَ، وقيل: العَشرُ الأُوَلُ منها مدنيَّةٌ، والباقي مكِّيٌّ. ولا دليلَ على ذلك. يُنظر: ((تفسير الماوردي)) (5/487)، ((أحكام القرآن)) لابن الفرس (3/521). ، وحكى الإجماعَ على ذلك غيرُ واحِدٍ مِنَ المفَسِّرينَ [3] ممَّن نقل الإجماعَ على ذلك: ابنُ عطية، والقرطبيُّ، والفيروزابادي. يُنظر: ((تفسير ابن عطية)) (5/246)، ((تفسير القرطبي)) (17/269)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/456). .

مَقاصِدُ السُّورةِ:

مِن أهَمِّ مقاصِدِ السُّورةِ:
1- بيانُ حُكمِ الظِّهارِ، وإِبْطالُ ما كان في الجاهِلِيَّةِ [4] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (28/6)، ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (14/242). .
2- فَضحُ المنافِقينَ، وبَيانُ ضَلالاتِهم، وأقوالِهم الباطِلةِ، وأفعالِهم الذَّميمةِ [5] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (28/6)، ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (14/242). .
3- ذِكرُ بَعضِ الآدابِ الَّتي يجِبُ على المؤمِنينَ أن يَتحَلَّوا بها [6] يُنظر: ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (14/242). .

موضوعاتُ السُّورةِ:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
1- الحديثُ عن المرأةِ الَّتي جادَلَت النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في شأنِ زَوْجِها، وبيانُ حُكمِ الظِّهارِ وكَفَّارتِه.
2- ذِكرُ الَّذين يُحادُّونَ اللهَ ورَسولَه، وبيانُ سُوءِ عاقبتِهم.
3- تقريرُ سَعةِ عِلمِ اللهِ تعالى، وأنَّه لا يخفَى عليه شَيءٌ.
4- الكلامُ عن التَّناجي وما كان يَتناجى به أعداءُ الإسلامِ ويُحَيُّونَ به الرَّسولَ، وما يَنبغي أن يكونَ عليه تناجي المؤمِنينَ، وذِكرُ ما كان اللهُ تعالى شَرَعه للمؤمِنينَ قبْلَ مناجاتِهم للرَّسولِ.
5- بيانُ بَعضِ آدابِ المجالِسِ.
6- ذِكرُ بَعضِ صِفاتِ المنافِقينَ، ومُوالاتِهم لليَهودِ، وحَلِفِهم على الكَذِبِ، ونِسْيانِهم ذِكرَ اللهِ، وبيانُ سُوءِ عاقبتِهم.
7- خُتِمَت السُّورةُ بالثَّناءِ على المؤمِنينَ، وبيانِ صِفاتِهم الكريمةِ، وحُسْنِ عاقبتِهم.