موسوعة التفسير

سُورةُ الأحقافِ
الآيتان (13-14)

ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ

المعنى الإجمالي:

يقولُ تعالى مبيِّنًا ما أعدَّه لِمَنِ استقام مِنَ المؤمنينَ: إنَّ الَّذين قالوا: ربُّنا اللهُ، ثمَّ استقاموا بامتِثالِ أوامِرِه واجتِنابِ نواهيه؛ فلا خَوفٌ عليهم ممَّا يَستَقبِلونَ، ولا هم يَحزَنونَ على ما مضى. أولئك هم أهلُ الجنَّةِ خالِدينَ فيها أبدًا؛ ثَوابًا مِنَ اللهِ لهم بما كانوا يَعمَلونَ في الدُّنيا مِن الصَّالِحاتِ.

تفسير الآيتين:

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13).
مُناسَبةُ الآيةِ لِما قَبْلَها:
أنَّ الله تعالى لَمَّا قرَّر دلائِلَ التَّوحيدِ والنُّبُوَّةِ، وذكَرَ شُبُهاتِ المُنكِرينَ وأجاب عنها؛ ذكَرَ بعدَ ذلك طَريقةَ المُحِقِّينَ والمُحَقِّقينَ [197] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (28/13). .
وأيضًا لَمَّا بَيَّن اللهُ تعالى حالةَ المُحسِنينَ؛ شرَحَ أمْرَهم، فقال مُستأنِفًا في جوابِ مَن سأل عنهم، وعن بُشراهم [198] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (18/143). :
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا.
أي: إنَّ الَّذين قالوا: ربُّنا اللهُ وَحْدَه، ثمَّ استقاموا على توحيدِ اللهِ، وامتِثالِ أوامِرِه واجتِنابِ نواهيه، وداوَموا على طاعتِه مُدَّةَ حَياتِهم بما شَرَع بلا مَيلٍ ولا اعوِجاجٍ، ولا إفراطٍ منهم ولا تَفريطٍ [199] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/136)، ((تفسير ابن كثير)) (7/175)، ((تفسير السعدي)) (ص: 780، 781)، ((تفسير ابن عاشور)) (24/282-284). .
عن سُفْيانَ بنِ عبدِ اللهِ الثَّقَفيِّ رَضِيَ الله عنه، قال: ((قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسلامِ قَولًا لا أسألُ عنه أحدًا بَعْدَك. قال: قُلْ: آمَنْتُ باللهِ، فاستَقِمْ )) [200] رواه مسلم (38). .
فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ.
أي: أولئك لا خَوفٌ عليهم مِن أيِّ شَرٍّ ومَكروهٍ في مُستَقبَلِ زَمانِهم [201] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/136)، ((تفسير ابن كثير)) (7/279)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (18/144)، ((تفسير السعدي)) (ص: 780). .
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ.
أي: ولا هم يَحزَنونَ على ما مضَى [202] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/136)، ((تفسير ابن كثير)) (7/279)، ((تفسير السعدي)) (ص: 780). .
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14).
أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا.
أي: أولئك هم أهلُ الجنَّةِ الملازِمونَ لها، المُختَصُّونَ بها، يَمكُثونَ فيها أبدًا [203] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/136)، ((تفسير السعدي)) (ص: 781)، ((تفسير ابن عاشور)) (26/28). .
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
أي: ثوابًا مِنَ اللهِ لهم؛ بسَبَبِ ما كانوا يَعمَلونَه في الدُّنيا مِن الصَّالِحاتِ [204] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/136)، ((تفسير ابن كثير)) (7/279)، ((تفسير السعدي)) (ص: 781). قال البيضاوي: (وجَزَاءً مصدرٌ لفعلٍ دلَّ عليه الكلامُ، أي: جُوزوا جزاءً). ((تفسير البيضاوي)) (5/113). .

الفوائد التربوية:

1- قَولُ الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ دالٌّ على أنَّ مَنْ آمَنَ باللهِ وعَمِل صالِحًا، فإنَّهم بعدَ الحَشرِ لا يَنالُهم خَوفٌ ولا حُزنٌ [205] يُنظر: ((تفسير الرازي)) (28/13). .
2- قال الله عزَّ وجلَّ: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ تأمَّلْ قولَه تعالى: ثُمَّ اسْتَقَامُوا أتَى بـ ثُمَّ الدَّالَّةِ على التَّرتيبِ بمُهلةٍ، يعني: أنَّ إيمانَهم لم يكنْ إيمانًا خاطِفًا؛ آمَنَ ثمَّ زال، بل إيمانٌ مُستَقِرٌّ؛ لأنَّهم استقاموا على دينِ اللهِ عزَّ وجلَّ [206] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة فصلت)) (ص: 166). .
3- في قَولِه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا أنَّ مُجرَّدَ العقيدةِ لا يُغْني شَيئًا حتَّى يكونَ معه عَمَلٌ [207] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة فصلت)) (ص: 171). .

الفوائد العلمية واللطائف:

1- الأحسَنُ أنْ يُعَبِّرَ النَّاسُ عن الرَّجُلِ المستقيمِ على الدِّينِ بـ «مُستَقيم»، لا بـ «مُلتَزِم»؛ لأنَّ هذا هو الَّذي جاء في القُرآنِ، كما قال عزَّ وجلَّ: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا، لم يَقُلْ: «ثمَّ التَزَموا»؛ فالتَّعبيرُ عن التَّدَيُّنِ بـ «مُستقيم» هو المطابِقُ للقرآنِ، وهو أحسَنُ مِن كلمةِ «المُلتَزِم»، على أنَّ المُلتَزِمَ عندَ الفُقهاءِ له معنًى آخَرُ [208] قال الحَطَّابُ في بيانِ معنى الالتزامِ في عُرفِ الفُقهاءِ: (هو إلزامُ الشَّخصِ نفْسَه شيئًا مِن المعروفِ مُطلقًا أو مُعلَّقًا على شيءٍ بمعنى العطيَّةِ، وقد يُطلَقُ في العُرفِ على ما هو أخصُّ مِن ذلك). ((تحرير الكلام في مسائل الالتزام)) (ص: 68). وفي ((الموسوعة الفقهية الكويتية)) (6/152): (الملتزمُ هو مَنِ التزَم بأمرٍ مِن الأمورِ؛ كتسليمِ شَيءٍ، أو أداءِ دَينٍ، أو القيامِ بعمَلِ، والالتزاماتُ متنوِّعةٌ على ما هو معروفٌ). غيرُ الاستِقامةِ على الدِّينِ، كما هو معروفٌ في أحكامِ أهلِ الذِّمَّةِ وغيرِ ذلك [209] يُنظر: ((فتاوى نور على الدرب)) لابن عثيمين (10/63). .
2- قَولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: ((لا يَدخُلُ أحدٌ منكم الجنَّةَ بعمَلِه )) [210] أخرجه مسلم (2816)، وأحمدُ (7479) واللَّفظُ له، مِن حديث أبي هُرَيرةَ رضيَ الله عنه. لا يُناقِضُ قَولَه تعالى: جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ؛ فإنَّ المَنفيَّ نُفِيَ بباءِ المُقابَلةِ والمُعاوَضةِ، كما يُقالُ: بِعتُ هذا بهذا؛ وما أُثبِتَ أُثبِتَ بباءِ السَّبَبِ؛ فالعَمَلُ لا يُقابِلُ الجزاءَ، وإن كان سَبَبًا للجَزاءِ؛ ولهذا مَن ظَنَّ أنَّه قام بما يجِبُ عليه، وأنَّه لا يحتاجُ إلى مَغفِرةِ الرَّبِّ تعالى وعَفْوِه، فهو ضالٌّ، كما ثَبَت في الصَّحيحِ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: ((لن يُدخِلَ أحَدًا منكم عَمَلُه الجنَّةَ. قالوا: ولا أنتَ يا رسولَ اللهِ؟! قال: ولا أنا إلَّا أن يَتغَمَّدَنيَ اللهُ منه بفَضلٍ ورَحمةٍ )) [211] أخرجه مسلم (2816) (75) من حديث أبي هُرَيرةَ رضيَ الله عنه. ، وفي روايةٍ: ((بمغفرةٍ ورحمةٍ)) [212] أخرجه مسلم (2816) (73). . ومِن هذا أيضًا الحَديثُ الَّذي في السُّنَنِ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: ((لو أنَّ اللهَ عذَّب أهلَ سَمَواتِه وأهلَ أرضِه لَعَذَّبهم وهو غيرُ ظالمٍ لهم، ولو رَحِمَهم كانت رحمتُه خيرًا لهم مِن أعمالِهم )) الحديثَ [213] أخرجه أبو داود (4699) واللَّفظُ له، وابنُ ماجه (77)، وأحمدُ (21589) مِن حديثِ زَيدِ بنِ ثابتٍ رضيَ الله عنه. صحَّحه ابنُ حِبَّانَ في ((الصحيح)) (727)، وابنُ القيِّم في ((شفاء العليل)) (1/343)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (4699)، وصحَّح إسنادَه الذَّهبيُّ في ((المهذب)) (8/4212)، وقوَّى إسنادَه شعيبٌ الأرناؤوطُ في تخريج ((سنن أبي داود)) (4699). . ومَن قال: بل للمَخلوقِ على اللهِ حَقٌّ، فهو صَحيحٌ إذا أراد به الحَقَّ الَّذي أخبَرَ اللهُ بوُقوعِه؛ فإنَّ اللهَ صادِقٌ لا يُخلِفُ الميعادَ، وهو الَّذي أوجَبَه على نَفْسِه، بحِكمتِه وفَضْلِه ورَحمتِه [214] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (1/217، 218). !

بلاغة الآيتين:

1- قولُه تعالَى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ اسْتِئنافٌ بَيانيٌّ أُوثِرَ بصَريحِه جانبُ المُؤمِنينَ مِن المُستمِعينَ لِلقُرآنِ؛ لأنَّهم لَمَّا سَمِعوا البُشْرى تَطلَّعوا إلى صِفةِ البُشْرى، وتَعْيينِ المُحسنينَ؛ لِيَضَعوا أنفُسَهم في حاقِّ مَواضِعِها، فأُجِيبوا بأنَّ البُشْرى هي نفْيُ الخَوفِ والحُزْنِ عنهم، وأنَّهم أصحابُ الجنَّةِ، وأنَّ المُحسنينَ همُ الَّذين قالوا: رَبُّنا اللهُ، ثمَّ اسْتَقاموا في أعمالِهم. وأُشِيرَ بمَفْهومِه إلى التَّعريضِ بالَّذين ظَلَموا؛ فإنَّ فيه مَفهومَ القَصْرِ مِن قَولِه: أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ [215] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (26/26). [الأحقاف: 14] .
- وتَعريفُ المُؤمِنينَ بطَريقِ المَوصوليَّةِ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا؛ لِمَا تُؤذِنُ به الصِّلةُ مِن تَعليلِ كَرامتِهم عِندَ اللهِ؛ لأنَّهم جَمَعوا حُسْنَ مُعامَلتِهم لِرَبِّهم بتَوحيدِه وخَوفِه وعِبادتِه -وهو ما دلَّ عليه قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ- إلى حُسْنِ مُعامَلتِهم أنفُسَهم، وهو معنَى ثُمَّ اسْتَقَامُوا [216] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (26/26). .
- وجِيءَ في صِلةِ المَوصولِ بفِعلِ قَالُوا؛ لإيجازِ المَقولِ وغُنْيتِه عن أنْ يُقالَ: اعْتَرَفوا باللهِ وَحْدَه وأطاعوه، والمُرادُ: أنَّهم قالوا ذلك واعْتَقَدوا مَعناهُ -إذ الشَّأنُ في الكَلامِ الصِّدقُ- وعَمِلوا به؛ لأنَّ الشَّأْنَ مُطابَقةُ العمَلِ للاعْتِقادِ [217] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (26/27). .
- قولُه: قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ أي: جَمَعوا بيْنَ التَّوحيدِ -الَّذي هو خُلاصةُ العِلمِ-، والاسْتِقامةِ في الأُمورِ الَّتي هي مُنْتهى العمَلِ، وحَرْفُ (ثُمَّ)؛ للدَّلالةِ على تَراخي رُتبةِ العَملِ، وتَوقُّفِ الاعتِدادِ به على التَّوحيدِ؛ فـ (ثُمَّ) هنا للتَّراخي الرُّتبيِّ، وهو الارتقاءُ والتَّدرُّجُ [218] يُنظر: ((تفسير البيضاوي)) (5/113)، ((تفسير أبي السعود)) (8/82)، ((تفسير ابن عاشور)) (26/27). .
- ودُخولُ الفاءِ على خَبرِ المَوصولِ -وهو فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ- لِمُعامَلةِ المَوصولِ مُعامَلةَ الشَّرْطِ، كأنَّه قِيل: إنْ قالوا ربُّنا اللهُ ثمَّ اسْتَقاموا فلا خَوفٌ عليهم، فأفادَ تَسبُّبَ ذلك في أمْنِهم مِن الخَوفِ والحُزْنِ [219] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (26/27). .
- والمُرادُ بقَولِه: فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ بَيانُ دَوامِ نَفْيِ الحُزْنِ، لا بَيانُ نَفْيِ دَوامِ الحُزْنِ كما يُوهِمُه كَونُ الخَبرِ مُضارِعًا [220] يُنظر: ((تفسير أبي السعود)) (8/82). .
- وقولُه: وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ فيه تَقديمُ المُسنَدِ إليه وَلَا هُمْ على المُسنَدِ الفِعليِّ يَحْزَنُونَ؛ لِتَخصيصِ المُسنَدِ إليه بالخَبرِ، أي: إنَّ الحُزْنَ مُنْتفٍ عنهم لا عن غَيرِهم، والمُرادُ بالغَيرِ: مَن لم يَتَّصِفْ بالإيمانِ والاسْتِقامةِ في مَراتِبِ الكُفْرِ والعِصيانِ؛ فجِنْسُ الخَوفِ ثابتٌ لِمَن عَدَاهُم على مَراتبِ تَوقُّعِ العِقابِ، حتَّى في حالةِ الوَجَلِ مِن عَدَمِ قَبولِ الشَّفاعةِ فيهم، ومِن تَوقُّعِ حِرْمانِهم مِن نَفَحاتِ اللهِ تعالى [221] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (26/27). .
2- قولُه تعالَى: أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
- اسْتِحضارُ المُؤمِنينَ بطَريقِ اسمِ الإشارةِ في قولِه: أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ؛ للتَّنبيهِ على أنَّهم أحْرِياءُ بما يَرِدُ مِن الإخبارِ عنْهم بما بعْدَ الإشارةِ؛ مِن أجْلِ الأوصافِ المذْكورةِ قبْلَ اسمِ الإشارةِ [222] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (26/27). .
- وقولُه: أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أدَلُّ على الاختِصاصِ بالجنَّةِ مِن أنْ يُقالَ: أولئك في الجنَّةِ، أو أولئك لهمُ الجنَّةُ؛ لِمَا في (أصْحاب) مِن مَعنى الاختِصاصِ، وما في الإضافةِ أيضًا [223] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (26/28). .
- وقولُه: جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ تَصريحٌ بما اسْتُفِيدَ مِن تَعليلِ الصِّلةِ في الخبَرِ، ومِن اقْتِضاءِ اسمِ الإشارةِ جَدارةَ المُؤمِنينَ بما بعْدَه، وما أفادَهُ وَصفُ (أصْحاب) وما أفادَتْه الإضافةُ، وهذا مِن تَمامِ العِنايةِ بالتَّنويهِ بهم [224] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (26/28). .