موسوعة التفسير

سورةُ الأحزابِ
مقدمة السورة

أسماءُ السُّورة:

سُمِّيت هذه السُّورةُ بسورةِ (الأحزاب) [1] سُمِّيت سورةَ الأحزابِ؛ لاشتمالِها على قِصَّةِ الأحزابِ مِن المشركينَ مِن قُرَيشٍ ومَن تحزَّب معهم، أرادوا غزوَ المسلمينَ في المدينةِ، فرَدَّ الله كيْدَهم، وكفَى اللهُ المؤمنينَ القتالَ. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/377)، ((تفسير ابن عاشور)) (21/245). .
فعن زِرٍّ، قال: قال أُبَيُّ بنُ كعبٍ: (كم تَعُدُّون سورةَ الأحزابِ آيةً؟ قُلْنا: ثلاثةً وسبعينَ...) [2] أخرجه النسائيُّ في ((السنن الكبرى)) (7150) واللفظ له، وعبدُ الله بنُ أحمدَ في ((زوائد المسند)) (21207). حسَّنه ابنُ حَجَر في ((موافقة الخُبْرِ الخَبَر)) (2/304)، وصحَّح إسنادَه ابنُ جرير في ((مسند عمر)) (2/874)، والحاكم في ((المستدرك)) (4/400)، وابن حزم في ((المحلى)) (11/235)، والألبانيُّ في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (2913) وحسَّن إسنادَه ابنُ كثير في ((تفسير القرآن)) (6/376). .

بيانُ المكِّيِّ والمَدَنيِّ:

سورةُ الأحزابِ مَدَنيَّةٌ، نقَل الإجماعَ على ذلك غيرُ واحدٍ مِن المفسِّرينَ [3] ممَّن نقل الإجماعَ على ذلك: ابنُ عطيَّة، وابنُ الجوزي، والرازي، والقرطبي، والفيروزابادي، والبِقاعي. يُنظر: ((تفسير ابن عطية)) (4/422)، ((تفسير ابن الجوزي)) (6/347)، ((تفسير الرازي)) (25/153)، ((تفسير القرطبي)) (14/113)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/377)، ((مصاعد النظر)) للبقاعي (2/369). .

مَقاصِدُ السُّورةِ:

مِن أهَمِّ مَقاصِدِ سُورةِ الأحزابِ:
1- الحضُّ على التَّوجُّهِ إلى الخالقِ مِن غيرِ مراعاةٍ بوجْهٍ ما للخلائقِ [4] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (15/273). .
2- بيانُ عنايةِ اللهِ بنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وحمايةِ جَنابِه [5] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (21/249). .
3- التَّعرُّضُ لكثيرٍ مِن الأحكامِ الشَّرعيَّةِ، والآدابِ الاجتِماعيَّةِ، والاهتمامُ بتنظيمِ المجتمَعِ الإسلاميِّ [6] يُنظر: ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (11/167). .

موضوعاتُ السُّورةِ:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي تناوَلَتْها سُورةُ الأحزابِ:
1- توجيهُ النِّداءِ إلى الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم ببعضِ التَّوجيهاتِ؛ بتقْوى اللهِ، وعدَمِ الطَّاعةِ للكافِرينَ والمنافِقينَ، واتِّباعِ ما يُوحِي إليه رَبُّه، والتَّوكُّلِ عليه وحْدَه.
2- إبطالُ بَعضِ العاداتِ الَّتي كانت سائدةً؛ كالظِّهارِ، والتَّبَنِّي.
3- ذِكرُ بعضِ الأحكامِ التَّشريعيَّةِ؛ كطاعةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتقريرِ كَوْنِ أزواجِه أُمَّهاتِهم، ووُجوبِ التَّوارُثِ بينَ الأقاربِ -كما هو مبيَّنٌ في آياتٍ أُخَرَ-، وإبطالِ التَّوارُثِ عن طريقِ المؤاخاةِ.
4- ذِكرُ غزوَتَيِ الأحزابِ وبَني قُرَيْظةَ.
5- ذِكرُ قصَّةِ تخييرِ أزواجِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وبيانُ فضلِهنَّ، وتوجيهُ بعضِ الإرشاداتِ والأوامرِ لهنَّ.
6- ذِكرُ قِصَّةِ تزويجِ زينبَ بنتِ جَحشٍ رضيَ الله عنها مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدَ طلاقِها مِن زَيدِ بنِ حارثةَ رضيَ الله عنه، والحِكمةِ مِن ذلك، وهي إبطالُ آثارِ التَّبَنِّي.
7- الأمرُ بالإكثارِ مِن ذكرِ اللَّه تعالى ومِن تسبيحِه وتنزيهِه، وبيانُ وظيفةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
8- بيانُ حكمِ المطَلَّقاتِ قبلَ الدُّخولِ.
9- ذِكرُ خصائصِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النِّكاحِ، ومَن تَحِلُّ له مِن النِّساءِ المؤمناتِ، ومَن تَحْرُمُ عليه.
10- ذِكرُ عَلاقةِ المسلمينَ ببيوتِ النَّبيِّ وزَوجاتِه، في حياتِه وبعدَ وفاتِه.
11- الأمرُ بالصَّلاةِ والسَّلامِ على النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
12- بيانُ جزاءِ الَّذين يُؤْذونَ اللهَ ورسولَه صلَّى الله عليه وسلَّم، ويُؤْذونَ المؤمنينَ والمؤمناتِ.
13- الأمرُ بالحجابِ.
14- تهديدُ المنافقينَ والَّذين في قلوبِهم مرَضٌ، والمُرجِفينَ.
15- سؤالُ النَّاسِ عن السَّاعةِ، والإجابةُ عن هذا التَّساؤلِ، وذِكرُ أحدِ مَشاهدِ يومِ القيامةِ.
16- الأمرُ بتقوى الله والقَولِ السَّديدِ، وبيانُ جزاءِ ذلك.
17- تحمُّلُ الإنسانِ للأمانةِ.