موسوعة التفسير

سورةُ طه
مقدمة السورة

أسماء السورة:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسورةِ (طه) [1] سُمِّيت هذه السورةُ بـ (طه)؛ لافتتاحِ السورةِ به. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/311). ، ومما يدلُّ على ذلك:
1- عن ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه، قَالَ: (بني إسرائيلَ [2] (قال: بني إسرائيل) فيه حذفُ المضافِ، وإبقاءُ المضافِ إليه على حالِه، أي: سورةُ بني إسرائيلَ (والكهفُ) بالرفعِ، أي: والثاني الكهفُ. يُنظر: ((شرح القسطلاني)) (7/240). ، والكهفُ، ومريمُ، وطه، والأنبياءُ: هنَّ مِن العِتاقِ [3] العِتاق: جمعُ عتيقٍ، وهو القديمُ، أو: هو كلُّ ما بلَغ الغايةَ في الجودةِ، والمرادُ بقولِه: (العِتَاق الأُوَل): السُّوَر الَّتِي أُنْزِلت أوَّلًا بِمَكَّةَ، وأنَّها مِنْ أوَّلِ ما تَعلَّمه مِنَ القرآنِ. يُنظر: ((النهاية)) لابن الأثير (3/179)، ((فتح الباري)) لابن حجر (8/388). الأُوَلِ، وهنَّ مِن تِلادي) [4] تِلادي: أي: مما حُفِظ قديمًا، والتلادُ: قديمُ المِلكِ. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (8/388). [5] أخرجه البخاري (4739). .
2- عن أنسٍ رضي الله عنه، قال: (خرج عمرُ متقلِّدًا بالسَّيفِ، فقيل لهُ: إنَّ خَتَنَك [6] الخَتَنُ: الصِّهْرُ. يُنظر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (7/133). وأختَكَ قد صبَوَا [7] صبَوَا: أي تركَا دِينَك. يقال: صَبَأَ الرَّجُلُ: إذا خرجَ مِن دينٍ إلى دينٍ. يُنظر: ((مختار الصحاح)) للرازي (ص: 172). ، فأتاهما عمرُ وعندهما رجلٌ من المهاجِرينَ يقالُ لهُ: خبَّابٌ، وكانوا يقرؤونَ «طه»، فقال: أعطوني الذي عندَكم فأقرأَه، وكان عمرُ يقرأُ الكتبَ، فقالت لهُ أختُه: إنَّك رِجْسٌ [8] الرِّجْسُ: النَّتْنُ والقَذَرُ وكُلُّ شَيءٍ يُستَقذَرُ. يُنظر: ((المصباح المنير)) للفيومي (1/219). ، ولا يمَسُّه إلَّا المطَهَّرونَ، فقُمْ واغتَسِلْ أو توضَّأْ، فقام عمرُ فتوضَّأَ ثمَّ أخذ الكِتابَ فقرأَ «طه») [9] أخرجه الدارقطني (1/123)، والحاكم (6897)، والبيهقي (420). وقال البيهقي: (له شواهدُ كثيرةٌ)، وجوَّده الزيلعي في ((نصب الراية)) (1/199)، وقال العيني: (إسنادُه صحيحٌ متصلٌ). ((عمدة القاري)) (3/387). .

فضائل السورة وخصائصها:

أنَّها مِن السُّوَرِ المتقدِّمِ نزولُها، ومِن قديمِ ما حفِظ الصَّحابةُ وتعلَّموه [10] قال البقاعي: (ومِن أعظَمِ فَضائِلِها: أنَّ قِراءةَ أوَّلِها كانت سببًا لإسلامِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عنه، وهو الفاروقُ الذي كان إسلامُه فتحًا أيَّد اللهُ به هذا الدِّينَ، ففَرَّق به بينَ الحَقِّ والباطِلِ، فعزَّ به المسلِمون، فرَغِب في الِإسلامِ بسَبَبِ ذلك مَن وفَّقَه اللهُ له، وذلك هو عَينُ مَقصودِها). ((مصاعد النظر)) (2/279). :
كما في أثرِ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِيَ الله عنه المتقدِّمِ قريبًا.

بيان المكي والمدني:

سورةُ (طه) مكِّيَّةٌ [11] وقيل: مكيةٌ إلا آيتينِ، هما: فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ... [طه: 130] ، ووَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ ... [طه: 131] فمَدنِيَّتانِ. يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (16/5)، ((الوسيط)) للواحدي (3/199)، ((تفسير الزمخشري)) (3/49)، ((تفسير ابن كثير)) (5/271). ، وحُكِي الإجماعُ على ذلك [12] ممَّن نقَل الإجماعَ على ذلك: ابنُ الجوزي، والقرطبي، وأبو حيان، والفيروزابادي، والبقاعي. يُنظر: ((تفسير ابن الجوزي)) (3/150)، ((تفسير القرطبي)) (11/163)، (( تفسير أبي حيان)) (7/308)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/310)، ((مصاعد النظر)) للبقاعي (2/267). .

مقاصد السورة:

من أهمِّ مقاصِدِ هذه السُّورةِ:
رعايةُ اللهِ للمُختارينَ لحَملِ الدعوةِ مِن الرسُلِ وأتباعِهم [13] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (12/255). .

موضوعات السورة:

من أهمِّ موضوعات هذه السُّورةِ:
1- التَّنويهُ بعَظَمةِ القُرآنِ الكريمِ وأنَّه منزلٌ مِن الله تعالى.
2- تفصيلُ الكلامِ عن قصةِ موسَى عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، وإرسالِه إلى فرعونَ، وما جرَى بينَهما مِن حوارٍ، وأمرِ السحرةِ وما آلَ إليه أمرُهم، وما فعَله بنو إسرائيلَ في غَيبةِ موسَى عنهم، وإضلالِ السامريِّ لهم.
3- ذِكرُ جَزاءِ المُعرِضينَ عن القرآنِ الكريمِ، وذِكرُ شَيءٍ مِن مشاهِدِ يومِ القيامةِ.
4- بيان مَنزِلةِ القرآنِ، وأنه نزل عربيًّا، وأنَّ الله تعالى صرَّف فيه مِن الوعيدِ.
5- ذكرُ قصَّةِ خَلقِ آدَمَ.
6- أمرُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعدةِ أمورٍ؛ منها: الصبرُ، والإكثارُ مِن ذكرِ الله، وعدمُ التطلُّعِ إلى زهرةِ الحياةِ الدنيا، وأمرُ أهلِه بالصلاةِ.
7- الردُّ على مزاعمِ المشركين، وتهديدُهم بسوءِ العاقبةِ إذا ما استمرُّوا على ضلالِهم.