الموسوعة الحديثية


- أنَّ عائشةَ أقبلتْ ذاتَ يومٍ من المقابرِ فقلتُ لها يا أمَّ المؤمنينَ من أينَ أقبلتِ قالت من قبرِ أخي عبدِ الرحمنِ بنِ أبي بكرٍ فقلتُ لها أليسَ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهَى عن زيارةِ القبورِ قالت نعم ثم أَمَرَ بزيارَتِهَا
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل | الصفحة أو الرقم : 3/234 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
ذِكْرُ المَوتِ وزِيارةُ المَوتَى والقُبورِ تُذَكِّرُ بالآخِرَةِ وبالنِّهايةِ المَحتومةِ لكُلِّ إنسانٍ، وذلك يُحفِّزُ عَلى عَمَلِ الخَيرِ والسَّعيِ فيه.
وفي هذا الحَديثِ يَروي عبدُ اللهِ بنُ أبي مُلَيكةَ: "أنَّ عائشةَ أقْبَلَتْ ذاتَ يَومٍ من المَقابِرِ"، أي: راجِعةً من زيارةِ المَقابرِ، "فقُلتُ لها: يا أُمَّ المُؤمِنينَ، من أينَ أقْبَلْتِ؟" بمَعْنى من أيِّ الأماكنِ جِئتِ؟ "قالت: من قَبرِ أخي عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكرٍ، فقُلتُ لها: أليس كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى عن زيارةِ القُبورِ؟ قالت: نَعَمْ، ثُمَّ أمَرَ بزِيارَتِها"، بيانُ أنَّ حُكمَ النَّهيِ لزيارةِ القُبورِ مَنْسوخٌ، وإنَّما كان نَهيُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لهم في أوَّلِ الأمرِ؛ لِقُربِ عَهدِهم بالجاهليَّةِ، وما يَفعَلونه ويتَكلَّمون به مِن أمورٍ تُخالِفُ الإسلامَ؛ مِن تعظيمِ القبورِ، وغيرِ ذلك، فلمَّا استَقرَّ الإسلامُ في نُفوسِهم، ومَحا آثارَ الجاهليَّةِ، وعَلِموا أحكامَ الشَّرعِ أمَرَهم بزيارتِها، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما عندَ النَّسائيِّ: "فَزُوروها"، أي: القبورَ، "وَلْتَزِدْكم زيارتُها خيرًا"، أي: لِمَا في زيارتِها مِن ترقيقِ القلوبِ والتَّزهيدِ في الدُّنيا، والتَّقلُّلِ منها وتذكيرِ بالآخِرَةِ والإقبالِ عليها، وقيل: سمَح للرِّجالِ بالزِّيارةِ بعدَ نَهيهِم عن ذلك، وبَقِيَ النَّهيُ ولم يُرفَعْ في حقِّ النِّساءِ؛ لِما ورَد مِن نُصوصٍ تَخُصُّهم بالنَّهيِ أو تَنْهاهم عن كَثرةِ الزِّيارةِ.
وفي الحَديثِ: ثُبوتُ النَّسْخِ في السُّنَّةِ. .