الموسوعة الحديثية


- اللَّهمَّ لا تَجعَلْ قَبري وثنًا يُعبَدُ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : غاية المرام | الصفحة أو الرقم : 126 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (7352)، والحميدي في ((مسنده)) (1025)، والبيهقي في ((معرفة السنن والآثار)) (7823) مطولاً باختلاف يسير.
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَديدَ العِنايَةِ في تَحْذيرِ أُمَّتِهِ مِنَ الوُقوعِ في الشِّرْكِ، كما حَدَثَ مع الأُمَمِ قبلَنا في اتِّخاذِ قُبورِ أَنْبيائِهِم مَساجِدَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ قَبْري وَثنًا" والوَثَنُ هو الصَّنَمُ، أي: لا تَجعَلْ قَبْري مِثْلَ الصَّنَمِ الذي يَعْبدُهُ الناسُ بتَعْظيمِهِ، وتَكْرارِ الزِّيارَةِ إليه واسْتِقْبالِهِم نحوه في السُّجودِ، وهذا ممَّا يَفعَلُه بعضُ جُهلاءِ اليومِ في طَلبِ قُبورِ الصالحينِ وأضرحتِهم بالزِّيارةِ والدُّعاءِ عندها؛ فكلُّ هذا ممَّا يُخالِفُ شرْعَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وفيه نوعٌ مِن الوَثنيَّةِ التي حذَّرَ منها الشرعُ المطهَّرُ، وفي تمامِ الروايةِ عندَ أحمدَ، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لَعَنَ اللهُ قوْمًا" واللَّعْنُ: هو الطَّرْدُ من رَحْمةِ اللهِ، وهؤلاء القوْمُ هم اليَهودُ والنَّصارَى -كما جاءَ مُفسَّرًا في رِواياتٍ أُخرى- وبيَّن أنَّ سَبَبَ هذا اللَّعْنِ أنَّهم "اتَّخَذوا قُبورَ أنْبيائِهِم مَساجِدَ"، وذلك إمَّا بالسُّجودِ إليها تَعظيمًا لها، أو بجَعْلِها قِبْلةً يَتوجَّهون إليها في الصَّلاةِ، ويَقْصِدونَها بعبادَتِهِم.
وفي الحَديثِ: التَّحْذيرُ مِن الغُلوِّ في قَبرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فغيرُه من الأنبياءِ والأولياءِ مِن بابِ أَوْلى.
وفيه: التحذيرُ مِن بِناءِ المَساجِدِ عَلى القُبورِ( ).