الموسوعة الحديثية


- إنَّ أزواجَ أهلِ الجنةِ ليغُنِّين أزواجَهنَّ بأحسنِ أصواتٍ ما سمعها أحدٌ قطُّ ، [ إنَّ مما يُغنِّين : نحن الخيراتُ الحسانُ*أزواجُ قومٍ كِرامُ*ينظُرْن بقُرَّةِ أعيانٍ ، و إنَّ مما يُغنِّين به : نحن الخالداتُ فلا يَمُتْنَه*نحن الآمِناتُ فلا يخَفْنَه*نحن المقيماتُ فلا يَظَعْنَه
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 1561 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4917)، وأبو نعيم في ((صفة الجنة)) (322)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (303)
تَفضَّلَ اللهُ سُبحانَه وتَعالى على عِبادِه المُؤمِنينَ بالأجْرِ العَظيمِ والجَزاءِ الحسَنِ في الآخِرَةِ، وأعدَّ لهم مِن أصنافِ النَّعيمِ في جَنَّةِ الخُلدِ، ومنه ما في هذا الحَديثِ، حَيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ أزواجَ أهلِ الجَنَّةِ"، وهذا يعُمُّ الحورَ العِينَ وغيرَهنَّ من مُؤمِناتِ الآدَميِّين، وفي رِوايةٍ عِندَ الطَّبَرانيِّ عن أنسٍ رضي الله عنه: "إنَّ الحورَ في الجَنَّةِ يُغنِّينَ"؛ فدلَّ على أنَّ المقصودَ الزَّوجاتُ من حُورياتِ الجَنَّةِ "لَيُغنِّينَ أزواجَهنَّ بأحسَنِ أصواتٍ ما سَمِعَها أحَدٌ قَطُّ"، أي: لم يسمَعْها أحَدٌ في دارِ الدُّنيا؛ وذلك أنَّ في الجنَّةِ مِن النَّعيمِ ما لا عينٌ رأتْ، ولا أُذنٌ سمِعتْ، ولا خَطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ، "إنَّ ممَّا يُغنِّينَ: نحن الخيِّراتُ الحِسانُ"، أي: الطيِّباتُ المُختاراتُ الجَميلاتُ، "أزواجُ قومٍ كِرامٍ"، أكرَمَهم اللهُ؛ فأدخَلَهم الجَنَّةَ "يَنظُرْنَ بِقُرَّةِ أعيانٍ"، أي: يَنظُرْنَ إلى أزواجِهنَّ بعُيونٍ تملَؤُها السَّعادةُ برَغَدِ العَيشِ، "وإنَّ مما يُغنِّينَ به: نحنُ الخالِداتُ فلا يَمُتنَهْ"؛ فالخُلودُ قضاءُ اللهِ لأهْلِ الجَنَّةِ، "نحنُ الآمِناتُ فلا يَخَفنَهْ"؛ لأنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالى أمَّنَهن، فلا يَخَفنَ من شَيءٍ، "نحنُ المُقيماتُ فلا يَظعَنَّهْ"، أي: لا يُسافِرْنَ، ولا يَبعُدْنَ عنِ الجَنَّةِ، وعن أزواجِهنَّ .