الموسوعة الحديثية


- أُتِيتُ ليلةَ أُسرِيَ بي ، فانطُلِقَ بي ، إلى زمزمَ فشرح عن صدري ، ثم غُسِلَ بماء زمزمَ ، ثم أنزل
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 130 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (162) باختلاف يسير
رِحْلَةُ الإسراءِ والمِعْراجِ مِنَ المُعْجِزاتِ الكُبْرى لِلنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم التي ظَهَرَ فيها فَضْلُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعُلوُّ مَقامِه عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه ببعضِ ما حدَثَ في تِلك اللَّيلةِ، وفيه أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "أَتَيْتُ" قيل: الآتِي هو جِبريلُ عليه السَّلامُ "لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي" والإسْراءُ هو السَّفَرُ لَيْلًا، والمَعْنى حدَّثَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن مُعجِزةِ سَفَرِهِ في لَيْلَةٍ واحِدَةٍ من المسْجِدِ الحَرامِ إلى المسْجِدِ الأَقْصى، ثم العُروجِ به إلى سِدْرَةِ المُنْتَهى، يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "فانْطُلِقَ بي"، أي: ذُهِبَ بي "إلى زَمْزَمَ"، أي: إلى بِئْرِ وماءِ زَمْزَمَ، وهو بِئْرٌ عندَ الكَعْبةِ، "فشُرِحَ عن صَدْري"، أي: شُقَّ صَدْرُهُ، وفي رِوايةِ البُخاريِّ: "من ثُغْرَةِ نَحْرِهِ إلى شِعْرَتِهِ"، أي: أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد شَقَّهُ المَلَكُ الذي آتاهُ من ثُغْرَةِ نَحْرِهِ، وهو: المَوضِعُ الواصِلُ بين أسْفَلِ العُنُقِ وأعْلى الصَّدْرِ، إلى شِعْرَتِهِ وهو مَنْبِتُ شَعْرِ العانَةِ "ثم غُسِلَ بماءِ زَمْزَمَ"، أي: غُسِلَ جَوْفُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بماءِ زَمْزَمَ المُبارَكِ، قال: "ثم أُنْزِلَ" وفي رِوايةِ البُخاريِّ قال: "ثم جاءَ بطَسْتٍ من ذَهَبٍ مُمْتلِئٍ حِكْمَةً وإيمانًا، فَأَفْرَغَهُ في صَدْري، ثم أَطْبَقَهُ، ثم أَخَذَ بيَدِي، فعُرِجَ بي إلى السَّماءِ الدُّنْيا"، أي: أَخْرَجَ المَلَكُ القَلْبَ من جَوْفِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ووَضَعَهُ في الطَّسْتِ وغَسَلَهُ ثم حَشاهُ ومَلَأهُ بالإيمانِ والحِكمَةِ، ثم انْتَقَلَ به لرِحْلَةِ المِعْراجِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ فَضْلِ وبَرَكَةِ ماءِ زَمْزَمَ .