الموسوعة الحديثية


- ابنُ آدمَ ستُّون و ثلاثمائةِ مِفصَلٍ ، على كلِّ و احدٍ منهما في كلِّ يومٍ صدقةٌ ، فالكلمةُ الطيِّبةُ يتكلم بها الرجلُ صدقةٌ ، و عَونُ الرجلِ أخاه على الشيءِ صدقةٌ ، و الشربَةُ من الماءِ يسقيها صدقةٌ ، و إماطةُ الأذى عن الطريقِ صدقةٌ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 42 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الطبراني (11/55) (11027) واللفظ له، وأخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (422) باختلاف يسير
خلَقَ اللهُ الإنسانَ وهدَاهُ، وعلَّمه الخَيرَ والشرَّ، وأرسَلَ الرُّسلَ مُبشِّرينَ ومُنذِرينَ؛ لِيَهتدِيَ إلى الحقِّ، كما أنَّه سُبحانه مهَّدَ الأرضَ بالنِّعَمِ والخيراتِ اللازمةِ للحياةِ، وهذا كلُّه يَستوجِبُ شُكرًا للهِ، ولكنْ كيفَ للإنسانِ بما يُوازِي هذه النِّعمَ مِن الشُّكرِ أو الحمدِ؟!
وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ابنُ آدَمَ سِتُّونَ وثَلاثُمِئَةِ مَفْصِلٍ" والـمَفْصِلُ هو مُلْتقى كُلِّ عَظْمَينِ في جِسمِ الإنسانِ، وهو مِن عَجيبِ خَلقِ اللهِ سُبحانَه الذي يُيَسِّرُ حَركةَ الإنسانِ، "على كُلِّ واحدٍ مِنها في كُلِّ يومٍ صَدقةٌ" وفي هذا حَثٌّ على الحَمدِ والشُّكرِ للهِ على إحسانِهِ للإنسانِ في حُسْنِ خِلْقَتِه؛ "فالكلِمةُ الطَّيِّبةُ يتكلَّمُ بها الرَّجُلُ صَدقةٌ" وهي الكلِمةُ الصالحةُ التي تَبعَثُ على الاطمِئنانِ والرَّاحةِ للإنسانِ، فإذا نطَقَ بها الإنسانُ فإنَّها حَسنةٌ تَصَدَّقَ بها على الناسِ، "وعَونُ الرَّجُلِ أخاه"، أي: مُساعَدتُه "على الشيءِ صَدقةٌ، والشَّرْبَةُ مِن الماءِ يَسقِيها صَدقةٌ"، أي: سِقايةُ الناسِ الماءَ صَدقةٌ لصاحِبِها، "وإماطَةُ الأَذى عن الطريقِ صَدقةٌ"، أي: تَنحِيةُ ما يُؤذِي المارَّةَ؛ مِن حَجَرٍ، أو شَوكٍ، أو غَيرِ ذلك عنِ الطريقِ صَدقةٌ.
وعندَ أبي داودَ وابنِ مَاجَهْ: "وَيُجزئُ مِن ذلك كُلِّه ركعتانِ مِن الضُّحَى".
وفي الحديثِ: الحَثُّ على حَمْدِ اللهِ تعالى وشُكرِه على نِعَمِه وأفْضالِه.
وفيهِ: بيانٌ لأنواعٍ مِن الخَيرِ والفَضلِ تَزيدُ مِن الصَّدقاتِ والحَسَناتِ .