الموسوعة الحديثية


- عن ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما أنَّهُ سُئِلَ كم اعتمر النبيُّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ؟ فقال : اعتمر مرتيْنِ ، فقالت عائشةُ رضيَ اللهُ عنها : لقد علم أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ اعتمر ثلاثًا سوى التي قَرَنَها بحجَّةِ الوداعِ
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : موافقة الخبر الخبر | الصفحة أو الرقم : 1/311 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (1992)، وأحمد (5383) باختلاف يسير، وأصله في صحيح البخاري (4253)، ومسلم (1255).
أَمَرَ اللهُ سُبحانَه وتَعالى بأداءِ الحَجِّ والعُمرةِ، فقال: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]، وَلا حَرَجَ في أداءِ العُمرةِ قبلَ الحجِّ، فإذا لم يَحُجَّ المسلمُ وتَيَسَّرَ له أداءُ العمرةِ فلا جُناحَ عليه، وقد اختَلَفَ الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم في عَددِ العُمراتِ التي اعتَمَرَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ مُجاهِدُ بنُ جبرٍ عن ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "أنَّه سُئِلَ كمِ اعتَمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟"، أي: سُئِلَ عن عَدَدِ المراتِ التي أدَّى فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العُمرةَ، "فقال: اعتَمَرَ مرَّتينِ" ولعلَّ ذلك كان سهوًا مِن ابنِ عُمَرَ، وربَّما أنَّه لم يَعُدَّ العُمرةَ التي قرَنَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحَجَّتِه، ولم يَعُدَّ أيضا عُمرةَ الحُدَيْبيةِ التي صُدَّ عنها؛ لأنَّ الثابِتَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه اعتَمَرَ أربعَ عُمراتٍ، "فقالتْ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: لقد عَلِمَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اعتَمَرَ ثلاثًا سوى التي قَرَنَها بحَجَّةِ الوَداعِ" وعُمراتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هي: عُمرةُ الحُدَيبيَةِ سَنَةَ سِتٍّ مِن الهِجرَةِ في ذي القَعدةِ حيثُ صَدَّهُ المُشركون؛َ فتحلَّلُوا وحُسِبتْ لهم عُمرةً، وعمرةُ القَضَاءِ فِي ذِي القَعدةِ في السَّابعةِ مِن الهِجرةِ، وعُمرةُ الجِعِرَّانَةِ، فِي ذِي القَعدةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَهِي عَامَ الْفَتْحِ، والجِعِرَّانَةُ هي موضِعٌ بين مكَّةَ والطَّائفِ، وسُمِّيتْ عُمرةَ الجِعِرَّانَةِ؛ لأنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دخَل مكَّةَ ليلًا، وأدَّى مناسكَ العُمرةِ، ثمَّ خرَج منها ليلًا، فباتَ بالجِعِرَّانَةِ حتَّى أصبَحَ، وزالَتِ الشَّمسُ مِن اليومِ التَّالي، فتوجَّهَ إلى المدينَةِ، وأمَّا العمرةُ الرَّابعةُ، فهي التي كانتْ مع حَجَّتِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .