الموسوعة الحديثية


- دخلتُ الجنةَ ، فإذا أنَا بِنهرٍ حافَّتاهُ خِيامُ اللُؤْلُؤِ ، فضَرَبْتُ بيدِي إلى ما يجرِى فيه الماءُ ، فإذا مِسكٌ أذْفَرُ ، فقُلتُ : ما هذا يا جبريلُ ؟ قال : هذا الكوثَرُ الذي أعطاكَه اللهُ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 3365 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (12027) باختلاف يسير، وأخرجه البخاري (6581) بمعناه
الكَوثرُ مِنْ أنهارِ الجنَّةِ، وقد أخبَرَ به المولى تَبارَك وتعالى نَبِيَّهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؛ فقال له في مُحكَمِ التَّنزيلِ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [سورة الكوثر: 1]، وفي هذا الحديثِ يَصِفُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نهْرَ الكوثرِ- كما رآهُ في رِحلةِ المِعراجِ-، فقال: "دخلْتُ الجنَّةِ"، أي: بإذْنِ اللهِ، "فإذا أنا بنَهرٍ حافَتَاهُ"، أي: جانِباهُ وضفَّتاهُ "خِيامُ اللُّؤلؤِ"، أي: على حافَتَيهِ قِبابٌ مِن جَوهرِ اللُّؤلُؤِ، "فضرَبْتُ بيَدِي"، أي: أدخلْتُ يَدِي، "إلى ما يَجْري فيه الماءُ، فإذا مِسْكٌ أذفَرُ"، أي: طِينَتُه طيِّبةُ الرَّائحةِ مِثْل المِسْكِ، "فقلْتُ: ما هذا يا جِبريلُ؟ قال: هذا الكوثرُ الَّذي أعطاكَهُ اللهُ". وقيل: إنَّ الكوثرَ معناهُ الخيرُ الكثيرُ الَّذي جمَعَهُ اللهُ تعالى لِنَبيِّه في الآخرةِ، ويَدخُلُ فيه الحوضُ. وقيل: الكوثرُ حَوضٌ أُعْطِيَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الجنَّةِ وليس نهرًا، ولكنَّ هذا الحديثَ يَدلُّ على أنَّ الكوثرَ نَهرٌ، ويُمكِنُ الجمْعُ بيْن هذه الأقوالِ والرِّواياتِ المُختلِفةِ: بأنَّه نَهرٌ له حَوضٌ، ويَجتمِعُ النَّاجون الفائزونَ على حَوضِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيَشرَبون منه خارجَ الجنَّةِ، والنَّهرُ يَجْري في الجنَّةِ، ويَشرَبُ منه مَن دخَلَها بفضْلِ اللهِ ورَحمتِه.
وفي الحديثِ: بَيانُ فضْلِ اللهِ على نَبِيِّه محمَّدٍ، وبَيانُ مَكانتِه عندَ اللهِ سُبحانَه.