الموسوعة الحديثية


- كان يقولُ حين يريدُ أن ينامَ : اللهمَّ ! فاطِرَ السماواتِ والأرضِ ! عالمَ الغيبِ والشهادةِ ! ربَّ كلِّ شيءٍ ! وإلهَ كلِّ شيءٍ ! أشهدُ أن لا إله إلا أنتَ ، وحدك لا شريكَ لك ، وأنَّ محمدًا عبدُك ورسولُك ؛ والملائكةُ يشهدون ، اللهمَّ ! إني أعوذُ بك من الشيطانِ وشِرْكِه ، وأعوذُ بك أن أَقْتَرِفَ على نفسي إثمًا ، أو أَرُدَّه إلى مسلمٍ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 3443 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بمجموع طرقه | التخريج : أخرجه أحمد (6597)، وعبد بن حميد (338)، والطبراني (14/75) (14678) باختلاف يسير
اشتَمَلَ هذا الحَديثُ على دُعاءٍ مِن الأدعيةِ الجَوامعِ الَّتي كان يَدْعو بها النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وفيه يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رضِيَ اللهُ عنهما: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ حِين يُرِيدُ أنْ يَنامَ: اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ"، أي: خالِقَهما ومُبْدِعَهما، "عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ"، والغَيبُ: المعدومُ، والشَّهادةُ: الموجودُ المُدرَكُ كأنَّه يُشاهِدُه. وقيل: الغيبُ: ما غاب عن العِبادِ، والشَّهادةُ: ما شاهَدوهُ. وقيل: الغَيبُ: السِّرُّ، والشَّهادةُ: العلانيَةُ. وقيل: الغيبُ: الآخرةُ، والشَّهادةُ: الدُّنيا. وقيل: عالِمُ الغيبِ والشَّهادةِ، أي: عالِمُ ما كان وما يكونُ. "ربَّ كلِّ شَيءٍ، وإلهَ كلِّ شَيءٍ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنت"، أي: أشهَدُ أنَّه لا مَعْبودَ بحقٍّ إلَّا أنتَ، "وحْدَك لا شريكَ لك، وأنَّ محمَّدًا عبْدُك ورسولُك، والملائكةُ يَشْهَدون"، لك بالوَحدانيَّةِ، ولنَبِيِّك محمَّدٍ بالرِّسالةِ، "اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن الشَّيطانِ وشِرْكِه"، أي: ألْتَجِئُ إليك وأحتَمِي بك مِن شَرِّ الشَّيطانِ وإغوائِه ووَسْوستِه، "وشِرْكِه" رُوِيَ بكَسرِ الشِّينِ وسُكونِ الرَّاءِ، يَعْني: وما يَدْعو إليه مِن الشِّركِ والكُفرِ، ورُوِيَ "وشَرَكِه" بفتْحِ الشِّينِ والكافِ، فيكونُ المعنى: أحْتَمي بك مِن حَبائلِ الشَّيطانِ ومَصائدِه، "وأعوذُ بك أنْ أقترِفَ على نفْسي إثْمًا أو أرُدَّهُ إلى مُسلمٍ"، أي: أعوذُ بك مِن أنْ أجُرَّ على نَفْسي سُوءًا أو أجُرَّهُ إلى مُسلمٍ؛ لأنَّ النَّفسَ أمَّارةٌ بالسُّوءِ، ميَّالةٌ إلى الشَّهواتِ واللَّذَّاتِ الفانيةِ، وقدِ استعاذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن نفْسِه مع أنَّه مَجبولٌ على الخيرِ؛ فيجوزُ أنْ يكونَ المُرادُ منه الدُّعاءَ بالدَّوامِ والثَّباتِ على ما هي عليه، أو المُرادُ تَعليمَ الأُمَّةِ وإرشادَهم إلى الدُّعاءِ بذلك.
وفي الحَديثِ: بَيانُ هَدْيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الذِّكْرِ والدُّعاءِ والالْتِجاءِ إلى اللهِ وللمُسلمِ في رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُسوةٌ في ذلك.