الموسوعة الحديثية


- كان رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أشدَّ حياءً من العذراءِ في خِدْرِها وكان إذا كرِه شيئًا عَرَفْناه في وجهِه وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم الحياءُ خيرٌ كلُّه
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 9/20 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح [غير] عمر المقدمي وهو ثقة | التخريج : أخرجه البزار (7182)
الحَياءُ خيرٌ كلُّه، وهو شُعبةٌ مِن شُعَبِ الإيمانِ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَكملَ الناسِ وأَشدَّهم حَياءً.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أشدَّ حَياءً مِن العَذراءِ في خِدْرِها"، والحياءُ خُلُقٌ يَبعَثُ على اجتِنابِ القَبيحِ، ويمنَعُ مِن التَّقصيرِ في حقِّ ذي الحقِّ، والعَذراءُ: البِكرُ، والخِدرُ: سِترٌ يُجعَلُ للبِكرِ في جنْبِ البيتِ، ومِن مَظاهرِ حيائِه صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أنَّه "كان إذا كَرِهَ شيئًا عرَفْناهُ في وَجْهِه"، والمعنى: أنَّه لا يَتكلَّمُ به؛ لِحَيائِه، بلْ يَتغيَّرُ وجْهُه، فتُفهَمُ كراهَتُه، وهذا ما لم تُنْتَهَكْ حُرماتُ اللهِ، فإذا انْتُهِكَتْ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَغضَبُ ويُرشِدُ أصحابَه ويُعنِّفُهم، ويَفعلُ ما مِن شأنِه تَوجيهُ المؤمنين، وحمْلُهم على شَريعةِ اللهِ تعالى. "وقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: الحياءُ خيرٌ كلُّه"، أي: خُلقُ الحياءِ خيرٌ لصاحبِه في دِينِه ودُنياهُ؛ لأنَّه يَبعَثُ على الخوفِ مِن فَضيحةِ الدُّنيا والآخرةِ، فيَأتَمِرُ ويَنزجِرُ، فيُحِبُّه اللهُ، ويُحِبُّه النَّاسُ.