الموسوعة الحديثية


- لقِّنوا موتَاكم لا إِلهَ إلا اللهُ ، فإنَّ نفسَ المُؤمِنِ تَخرُجُ رشْحًا ، و نفسُ الكافرِ تَخرُجُ من شِدْقِه ، كما تخرُجُ نفسُ الحِمارِ
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5149 | خلاصة حكم المحدث : حسن | التخريج : أخرجه الطبراني (10/233) (10417)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/59)، والشجري في ((الأمالي)) (2926)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَديدَ الحِرصِ على تَعليمِ أُمَّتِه وإِرشادِهم إلى كُلِّ قَولٍ أو فِعلٍ فيه نَفْعُهم في كُلِّ أحوالِهم حتَّى عندَ الموتِ، وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لَقِّنوا مَوتاكُم: لا إلهَ إلَّا اللهُ"، أي: قُولوها لِمَن حَضَرتْه نَزعاتُ الموتِ ورَدِّدوها مَعه حتَّى يَقولَها، وسمَّاهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ موتَى؛ لأنَّ الموتَ قد حضَرَهم، وَهذا إِرشادٌ مِنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِأُمَّتِه إلى أهمِّيَّة كَلمةِ التَّوحيدِ في الحَياةِ وعندَ المَماتِ؛ لأنَّ هَذه الكَلمةَ هي العاصِمَةُ للدَّمِ في الدُّنيا لكُلِّ مَن قالَها، فإذا قالَها القادِمُ عَلى الآخرَةِ، فإنَّه يُرجَى أنْ تَكونَ عاصمَةً له مِن عذابِ الآخرَةِ، كما كانت عاصِمةً مِن عذابِ الدُّنيا؛ "فإنَّ نفْسَ المُؤمِنِ تَخرُجُ رَشْحًا"، يعني: تَخرُجُ سَهلةً كالعَرَقِ، "ونفْسَ الكافرِ تَخرُجُ مِن شِدْقِه"، وهو جانبُ الفَمِ مِن الدَّاخلِ، أو طَرفُ الفَمِ عندَ مُلْتقى الشَّفَتَينِ، "كما تَخرُجُ نفْسُ الحِمارِ"، أي: بشِدَّةٍ. وقيل: مَوتُ الحِمارِ هو موتُ الفَجأةِ.
وفي الحَديثِ: الحُضورُ عندَ المُحتضَرِ؛ لتَذكيرِه وتَأنيسِه والقيامِ بحُقوقِه.
وفيهِ: الأمرُ بتَلقينِ الميِّتِ كلمةَ التَّوحيدِ عندَ الِاحتضارِ.