الموسوعة الحديثية


- إنَّ الدُّنيا حُلْوةٌ خَضِرةٌ فمَن أعطَيْناه منها شيئًا بغيرِ طيبِ نفسٍ كان غيرَ مُبارَكٍ له فيه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 10/249 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات‏‏ | التخريج : أخرجه البزار كما في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (3/102) واللفظ له، وأخرجه أحمد (24394)، وابن حبان (3215) باختلاف يسير
المالُ مِن فِتَنِ الحياةِ الدُّنيا، ويَنبغي لِلْمُؤمِن أنْ يَصُونَ نفْسَه بمعرفةِ ما فيه مِن خيرٍ وشَرٍّ؛ فيَحترِزَ مِن الوُقوعِ في شَرِّه، ويَعرِفَ حقَّ اللهِ في المالِ فيُؤدِّيَه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خَضِرةٌ"، وفي روايةِ التِّرمذيِّ: "إنَّ هذا المالَ خَضِرةٌ حُلوةٌ"، أي: إنَّ المالَ أو الدُّنيا تُشبِهُ الفاكِهَةَ الخَضِرَةَ في المَنظَرِ، الحُلْوَةَ في المَذاقِ؛ ولذلك تَرغَبُه النُّفوسُ وتَمِيلُ إليه وتَحرِصُ عليه وقيل: في تَشبيهِها بالخُضرةِ إشارةٌ إلى سُرعةِ زَوالها كزَوالِ اخْضِرارِ الأرضِ؛ "فمَن أَعطيناهُ منها شَيئًا بغيرِ طِيبِ نَفْسٍ كان غيرَ مُبارَكٍ له فيه"، يعني: مَن أخَذَهُ بإلْحاحٍ في السُّؤالِ، وتَطلُّعٍ لِمَا في أيدِي غَيرِه، وشِدَّةِ حِرْصٍ على تَحصِيلِه، مع إكراهِ المُعطِي وإحراجِه؛ لم يكُنْ له فيه بَرَكةٌ.
وفي الحديثِ: أنَّ المُكتسِبَ للمالِ مِن غيرِ حِلِّه غيرُ مُبارَكٍ له فيه.
وفيه: أنَّ جمْعَ الإنسانِ المالَ أو ما يَحتاجُه من أغراضِ الدُّنيا بالطُّرقِ الحلالِ ليسَ مُستهْجَنًا، إذا اتَّصَفَ في ذلك بحُسنِ الطَّلبِ.