الموسوعة الحديثية


- خرَج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ من منزلِه ومعه ناسٌ من أصحابِه فأخَذ في بعضِ طُرقِ المدينةِ فمرَّ بفناءِ قومٍ وسَخْلَةٍ ميِّتةٍ مطروحةٍ بفنائِهم فقام عليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ينظُرُ إليها ثُمَّ التَفَت إلى أصحابِه فقال ترَونَ هذه السَّخْلةَ هانَت على أهلِها إذ طرَحوها فقالوا نَعَم يا رسولَ اللهِ فقال واللهِ لَلدُّنيا أهونُ على اللهِ من هذه السَّخْلةِ على أهلِها إذ طرَحوها هكذا
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد | الصفحة أو الرقم : 10/290 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات‏‏ | التخريج : أخرجه الطبراني (13/277) (14040)

كنتُ معَ الرَّكبِ الَّذينَ وقفوا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى السَّخلةِ الميِّتةِ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أترونَ هذِه هانت علَى أهلِها حينَ ألقوها قالوا من هوانِها ألقوها يا رسولَ اللهِ قالَ الدُّنيا أهونُ علَى اللهِ من هذِه علَى أهلِها
الراوي : المستورد بن شداد | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2321 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الترمذي (2321) واللفظ له، وابن ماجه (4111)، وأحمد (18021)


كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه في كلِّ المواقِفِ ويَضرِبُ لهم الأمثالَ؛ ليكونَ أقربَ إلى أفْهامِهم وعُقولِهم.
وفي هذا الحَديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قَدْرَ الدُّنيا ومِقدارَها عندَ اللهِ، وفيه يَقولُ المُستَورِدُ بنُ شدَّادٍ رَضِي اللهُ عَنه: "كنتُ مع الرَّكْبِ"، أي: جَماعةِ الرُّكَّابِ، "الَّذين وقَفوا مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على السَّخْلَةِ الميِّتةِ"، أي: عندَها وقَريبِينِ منها، والسَّخلَةُ: هي مِن ولَدِ الماعِزِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "أتَرَون هذِه"، أي: السَّخلَةَ، "هانَت على أهلِها حين ألقَوْها؟"، أي: هل كانت عِندَهم لا تُمثِّلُ شيئًا حين رمَوْها؟ فقال الصَّحابةُ رَضِي اللهُ عَنهم الَّذين كانوا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مِن هوانِها ألقَوْها يا رسولَ اللهِ"، أي: إنَّ أصحابَها ما رمَوْها ونبَذوها إلَّا بعدَما أصبحَت لا تُمثِّلُ لهم شيئًا، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "الدُّنيا أهوَنُ"، أي: كذلك الدُّنيا فهي أحقَرُ وأسهَلُ "على اللهِ، مِن هذه على أهلِها"، أي: بمِثْلِ تلك السَّخلةِ الميِّتةِ عند أصحابِها، وفي هذا إشارة إلى التَّحذيرِ مِن أنْ يَستغرِقَ المسلِمُ في مَتاعِ الدُّنيا وشَهواتِها؛ فقد خلَق اللهُ الدُّنيا ولَم يَجعَلْ لها وَزنًا، وكانتْ عنده هَيِّنةً.