الموسوعة الحديثية


- عُرِضَ عليَّ الأنبياءُ ، فإذا مُوسى ضَرْبٌ من الرِّجالِ ، كأنَّهُ من رجالِ شَنوءَةَ ، ورأيتُ عِيسى ابنَ مرْيمَ ، فإذا أقرَبُ مَنْ رأيتُ بهِ شبَهًا عُرْوَةُ بنُ مَسعودٍ ، ورأيتُ إبراهيمَ ، فإذا أقربُ مَنْ رأيتُ بهِ شبَهًا صاحِبُكمْ – يعني نفسَهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – ورأيتُ جِبريلَ ، فإذا أقرَبُ مَنْ رأيتُ بهِ شبَهًا دِحيةُ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 4004 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (167) باختلاف يسير

عُرِضَ عَلَيَّ الأنْبِياءُ، فإذا مُوسَى ضَرْبٌ مِنَ الرِّجالِ، كَأنَّهُ مِن رِجالِ شَنُوءَةَ، ورَأَيْتُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عليه السَّلامُ، فإذا أقْرَبُ مَن رَأَيْتُ به شَبَهًا عُرْوَةُ بنُ مَسْعُودٍ، ورَأَيْتُ إبْراهِيمَ صَلَواتُ اللهِ عليه، فإذا أقْرَبُ مَن رَأَيْتُ به شَبَهًا صاحِبُكُمْ، يَعْنِي نَفْسَهُ، ورَأَيْتُ جِبْرِيلَ عليه السَّلامُ، فإذا أقْرَبُ مَن رَأَيْتُ به شَبَهًا دَحْيَةُ. وفي رِوايَةِ ابْنِ رُمْحٍ: دَحْيَةُ بنُ خَلِيفَةَ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 167 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

التخريج : من أفراد مسلم على البخاري


في هذا الحديثِ يَصِفُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضَ الأنبياءِ، ويُشبِّهُهم بأفرادٍ مِنَ المُسلِمين في المَلامِحِ والجسدِ، فيُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه عُرِضَ عليه الأنبياءُ، فرآهُم ربَّما رُؤيا عَينٍ، أو رُؤيا في المَنامِ، أو مُثِّلت له أرواحُهم فَرآهم، أو رآهم ليلةَ الإسراءِ والمِعراجِ، كما تُوضِّحُ روايةٌ أُخرى في الصَّحيحَينِ، فكانَ ممَّن رآهم منَ الأنبياءِ نَبيُّ اللهِ مُوسى عليه السَّلامُ، وصِفتُه أنَّه «ضَرْبٌ من الرِّجالِ كأنَّه من رِجالِ شَنُوءةَ»، أي: إنَّه خَفيفُ اللَّحمِ نَحيفٌ، كأنَّه من رِجالِ قَبيلةِ أزدِ شَنُوءةَ اليمنيَّةِ، والمُرادُ تَشبيهُه بهذه القَبيلةِ في الطُّولِ؛ لأنَّها معروفةٌ به، ورأى نَبيَّ اللهِ عيسى ابنَ مريمَ عليه السَّلامُ، وكانَ أقرَبَ النَّاسِ شَبَهًا به عُروةُ بنُ مسعودٍ الثَّقَفيُّ رَضيَ اللهُ عنه، وهو عمُّ والِدِ الصَّحابيِّ المُغيرةِ بنِ شُعبةَ رَضيَ اللهُ عنه، وأُمُّه سُبيعةُ بِنتُ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ مَنافٍ، أُختُ آمِنةَ، كانَ أحدَ الأكابرِ من قومِه، وكانت له اليدُ البيضاءُ في تَقريرِ صُلحِ الحُديبيةِ، وفي روايةٍ للبُخاريِّ: «فأمَّا عِيسَى فأحمَرُ، جَعدٌ، عَرِيضُ الصَّدرِ»، والجَعدُ: الذي في شَعرِه انثناءٌ، ورأى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إبراهيمَ صَلواتُ اللهِ عليه، وكانَ أقرَبَ النَّاسِ شَبهًا بإبراهيمَ هو النَّبيُّ محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه رأى جِبريلَ عليه السَّلامُ المَلَكَ المُوكَّلَ بالوَحي، فإذا أقربُ النَّاسِ شَبهًا به دِحيةُ بنُ خَليفةَ الكَلبيُّ رَضيَ اللهُ عنه، وكانَ من أجملِ النَّاسِ هَيئةً، وكانَ يَدخُلُ على الملوكِ، وكانَ جِبريلُ عليه السَّلامُ يَأتي على هَيئتِه، وقد رأى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جِبريلَ عليه السَّلامُ على هيئتِه الحقيقيَّةِ؛ ففي الصَّحيحَينِ عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه: «أنَّ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رأى جِبريلَ له ستُّمائةِ جَناحٍ».