الموسوعة الحديثية


- لقد رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم بالعرجِ يُصَبّ على رأسهِ الماءَ, وهو صائم من العطشِ, أو من الحَرّ
الراوي : بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تغليق التعليق | الصفحة أو الرقم : 3/153 | خلاصة حكم المحدث : مرفوع وإسناده صحيح

رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أمرَ النَّاسَ في سفرِهِ عامَ الفتحِ بالفِطرِ ، وقالَ : تقوَّوا لعدوِّكم ، وصامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، قالَ أبو بكرٍ : قالَ : الَّذي حدَّثَني لقد رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بالعرجِ يصبُّ علَى رأسِهِ الماءَ ، وَهوَ صائمٌ منَ العطشِ ، أو منَ الحرِّ
الراوي : بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2365 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

الجهادُ والغزوُ من المواطنِ التي يُطلَبُ فيها كلُّ معاني الصِّحَّةِ والقوَّةِ وخاصَّةً عند لِقاءِ العدوِّ، ولقد رُخِّص في الفِطرِ للمُسافرِ ليتقوَّى به على سَفرِه، والجهادُ أَوْلى لِمَا يحتاجُ مِن مزيدِ قُوَّةٍ، ولكونِه سببًا للنُّصرةِ على العدوِّ، وفي هذا الحديثِ يُخبرُ أبو بكرِ بن عبد الرَّحمنِ- أحد التَّابعين- عن بعضِ أصحابِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أمَرَ الناسَ في سَفرِه عامَ الفَتح، أي: العامَ الذي كان فيهِ فتْحُ مكَّةَ المكرَّمةِ، بالفِطر، وقالَ: تقوَّوْا لعَدُوِّكم، أي: يكونُ قَصدُكم ومُرادُكم التجهُّزَ لقريشٍ؛ لرُبَّما غَدرتْ بالمسلمينَ، "وصامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم"،أي: صامَ في هذا السَّفرِ وهذا اليومِ؛ قيل: وهذا لأنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم أخبرهم أنَّه ليس كهَيئتِهم مِثلَما واصل صِيامَ النَّهارِ باللَّيلِ، أو لأنَّه كان عندَه مِن القُوَّةِ التي عُرِفَ بها صلَّى الله عليه وسلَّم، وقيل غير ذلك.
قالَ أبو بكر بنُ عبد الرحمنِ أحدُ التابعينَ: قالَ الذي حدَّثني- يريدُ الصحابيَّ الذي حدَّثه الحديثَ- أنَّه رأى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالعَرْجِ يصبُّ على رأسِه الماءَ، وهو صائمٌ من العَطشِ، أو مِن الحرِّ. و"العَرج": قريةٌ على طريقِ مكَّةَ.
وقدْ وردَ في رِوايةٍ أُخرى "أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قيلَ له: إنَّ طائفةً من الناسِ قدْ صاموا حينَ صُمتَ، فلمَّا كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالكديدِ دعا بقَدحٍ فشرِبَ فأفطرَ الناسُ" وكان ذلكَ بعدَ العصرِ. والكَديدُ: مكانٌ أو ماءٌ قريبٌ مِن مكَّةَ، وقد أفطرَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم لمَّا رأى مشقَّةَ الصيامِ على الناسِ ووقَفَ بناقتِه حتى تجمعَ الناسُ ورأَوْه فشرِبَ ثم شرِبوا وأفطرُوا لفِطرِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم".