- قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -يَعني: يقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ-: أنا عِندَ ظَنِّ عبدي بي، وأنا معه حينَ يَذكُرُني، فإنْ ذكَرَني في نَفْسِه ذَكَرتُه في نَفْسي، وإنْ ذكَرَني في مَلأٍ ذَكَرتُه في مَلأٍ خَيرٍ منهم، وإنِ اقتَرَبَ إليَّ شِبرًا اقتَرَبتُ إليه ذِراعًا، وإنِ اقتَرَبَ إليَّ ذِراعًا اقتَرَبتُ إليه باعًا، وإنْ أتاني يَمشي أتَيتُه هَروَلةً.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الذهبي | المصدر : العلو
الصفحة أو الرقم: 56 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه البخاري (7405)، ومسلم (2675) باختلاف يسير.
يُحسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ إذا فَعَلَ ما يُوجِبُ فَضْلَ اللَّهِ وَرَجاءَه، فَيَعمَلُ الصَّالِحاتِ، ويُحسِنُ الظَّنَّ بأنَّ اللَّهَ تَعالَى يَقبَلُه، أَمَّا أنْ يُحسِنَ الظَّنَّ وهو لا يَعمَلُ، فهذا مِن بابِ التَّمَنِّي على اللَّهِ ، وَمَن أَتْبَعَ نَفسَه هَواها، وتَمَنَّى على اللَّهِ الأماني فهو عاجِزٌ، وأنا مَعَه إذا ذَكَرَني، فإنْ ذَكرَني بالتَّسبيحِ والتَّهليلِ أو غيرِها في نَفْسِه، أي: مُنفَرِدًا عن النَّاسِ، ذَكَرْتُه في نَفْسي، وإنْ ذَكَرَني في مَلَأٍ، أي: في جَماعةٍ مِن النَّاسِ، ذَكَرْتُه في مَلَأٍ خَيرٍ مِنهُم، وهُم المَلَأُ الأعلى، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيهِ باعًا، وإنْ أتاني يَمْشي أتَيْتُهُ هَروَلةً.
في هذه الجُمَلِ الثَّلاثِ بَيانُ فَضْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وأنَّه يُعطي أكثَرَ ممَّا فُعِلَ مِن أجلِهِ، أي: يُعْطي العامِلَ أكثَرَ مِمَّا عَمِلَ.
في الحَديثِ: التَّرغيبُ في حُسْنِ الظَّنِّ باللَّهِ تَعالَى.
وفيه: إثباتُ أنَّ لِلَّهِ تعالى نَفْسًا وذاتًا.
وفيه: فَضْلُ الذِّكْرِ سِرًّا وعَلانيةً.
وفيه: أنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يُجازي العَبْدَ بِحَسبِ عَمَلِه.