- أتِيَ عمرُ بمجنونةٍ قد زَنَت ، فاستشارَ فيها أُناسًا ، فأمرَ بِها عمرُ رضيَ اللَّهُ عنهُ أن تُرجَمَ ، فمرَّ بِها عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضوانُ اللَّهِ عليهِ ، فقالَ: ما شأنُ هذِهِ ؟ قالوا: مجنونَةُ بَني فلانٍ زنَت ، فأمرَ بِها عمرُ رضيَ اللَّهُ عنهُ أن تُرجَمَ ، قالَ: فقالَ: ارجِعوا بِها ، ثمَّ أتاهُ ، فقالَ: يا أميرَ المؤمنينَ ، أما علمتَ أنَّ القلمَ رُفِعَ عن ثلاثةٍ: عنِ المجنونِ حتَّى يَبرأَ ، وعنِ النَّائمِ حتَّى يَستيقظَ ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يعقِلَ ؟ قالَ: بلى ، قالَ: فما بالُ هذِهِ تُرجَمُ ؟ قالَ : لا شيءَ ، قالَ: فأرسِلْها ، قالَ: فأرسلَها ، قالَ : فَجعلَ يُكَبِّرُ .
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم: 962 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
التخريج : أخرجه أبو داود (4399) واللفظ له، وأبو يعلى (587)، والبيهقي (17672) بنحوه
التخريج : أخرجه أبو داود (4399)
قالَ ابنُ عباسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "فمُرَّ بها على عليِّ بنِ أَبي طالبٍ"، أي: مرَّ الناسُ عليهِ بتلكَ المرأةِ بعدَ أن خَرجوا بها مِن عندِ عُمرَ رضيَ اللهُ عَنه؛ فقالَ عليٌّ رضيَ اللهُ عَنه: "ما شأنُ هذهِ؟"، أي: ما أمرُها؟ وماذا أجرَمَت؟ وما سببُ الحدِّ؟ فأجابوا بِقَولِهم: "مَجنونةُ بَني فُلانٍ زَنتْ، فأمرَ بها عُمر أنْ تُرجَم" قالَ ابنُ عباسٍ: فقالَ، أي: عليٌّ رضيَ الله عنه: "ارجِعوا بها، ثم أتاهُ"، أي: إنَّه رضِيَ الله عنه أمرَ الناسَ أن يَرجِعوا بالمرأةِ وألَّا يُقِيموا عليها الحدَّ، ثم إنَّه أتَى لعُمرَ بنِ الخطابِ رضيَ اللهُ عَنه، فقالَ: "يا أميرَ المؤمِنينَ، أمَا علِمْتَ أنَّ القلمَ قد رُفِعَ عن ثَلاثةٍ"، أي: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد رَفعَ التَّكليفَ والعِقابَ على ثَلاثةٍ من البَشرِ: "عنِ المجنونِ حتى يَبرأَ"، أي: حتى يُشفَى ويَعقِلَ "وعنِ النائمِ حتى يَستيقِظَ، وعنِ الصبيِّ حتى يعقِلَ؟"، أي: حتى يبلُغَ الحُلُمَ، وهذا مِن بابِ تَذكيرِ عليٍّ عُمرَ رضي الله عَنهما بحديثِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم، قالَ عمرُ: "بَلى"، أي: إنَّه يذكُرُ ذلكَ، قال عليٌّ: "فما بالُ هذِه تُرجَمُ؟"، أي: إنَّ علِيًّا يَستنكِرُ رَجْمَ تلكَ المرأةِ، قال عمرُ: "لا شَيءَ"، أي: إنَّه ليسَ علَيها شيءٌ الآنَ، قال عليٌّ: "فأرسِلْها"، أي: طلبَ عليٌّ مِن عُمرَ أن يُطلِقَ سراحَها.
قالَ ابنُ عباسٍ: "فأرسَلَها"، أي: فأطلَقَ عمرُ سراحَها دُونَ حدٍّ لِمَا بها مِن جُنونٍ، "فجَعلَ يُكبِّرُ"، أي: فجعلَ عمرُ رضيَ اللهُ عَنه يُكبِّر اللهَ عزَّ وجلَّ فرَحًا بِتَصويبِ عليٍّ لَه ومَنعِه من أنْ يقعَ في مِثلِ هذا الخَطأِ، وكانَ مِن عَادةِ عُمرَ ودَأبِه رضيَ اللهُ عَنه أنَّه رجَّاعٌ إلى الحقِّ.