- أنَّ عليًّا رضيَ اللَّهُ عنهُ ذَكَرَ أَهْلَ النَّهروانِ ، فقالَ فيهِم رجلٌ مودَنُ اليَدِ أو مَثدونُ اليَدِ ، أو مُخدَجُ اليدِ لولا أن تَبطُروا لنبَّأتُكُم ما وعدَ اللَّهُ الَّذينَ يقتُلونَهُم على لِسانِ مُحمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقُلتُ : لعَليٍّ أنتَ سَمعتَهُ منهُ قالَ : إي وربِّ الكعبةِ
الراوي : عبيدة | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : مسند أحمد
الصفحة أو الرقم: 2/174 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
وفي هذا الحديثِ يَحكي عَبِيدةُ السَّلمانيُّ: "أنَّ عليًّا ذَكَر أَهْلَ النَّهروانِ"، أي: ذَكَر صِفتَهم وشأنَهُم، والْمُرادُ بهم الخَوراجُ، والنَّهْرَوانُ: تَقَعُ جنوبَ شَرْقِ بَغدادَ بالعِراقِ على بُعْدِ 35 كم تقريبًا، والجزءُ الشَّماليُّ مِنْها يَقَعُ قَريبًا مِنْ مُلْتَقى نَهْرِ دَيَالى مع نَهْرِ دِجْلةَ، فقال: "فيهم رَجُلٌ مُودَنُ اليدِ، أو مُخْدَجُ اليدِ، أو مَثْدونُ اليدِ"، والمُودَنُ: المُخدَجُ، فهو ناقِصُ اليدِ، والمَثْدونُ هو صَغيرُ اليدِ مُجْتَمِعُها، وهذه الصِّفاتُ المُتعدِّدةُ ليدِ الرَّجُلِ المذكورِ جاءَتْ مُوضَّحةً في رِوايةٍ أُخْرى: "أنَّ فيهم رَجُلًا له عَضُدٌ ليس له ذِراعٌ، على رأسِ عَضُدِهْ مِثْلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ، عليه شَعَرَاتٌ بِيضٌ"، ثمَّ قال علِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه: "لولا أنْ تَبْطَروا لَنبَّأتُكم ما وَعَدَ اللهُ الَّذين يَقْتُلونَهم على لِسانِ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"، أي: إنَّ ثوابَ قَتْلِ الخوارجِ عظيمٌ، ولا تتَصوَّرُه عقولُهم، لِدَرَجةِ أنَّه يَخافُ عليهم إذا ذكَرَه لهم، والبَطَرُ هنا: هو شِدَّةُ الفَرَحِ أو الطُّغيانِ عندَ حدوثِ النِّعمةِ.
قال عَبيدةُ: قلتُ لعليِّ بنِ أبي طالبٍ: "أنتَ سَمِعتَ هذا مِنْهُ؟"، أي: مِن رسولِ اللهِ؟ قال عليٌّ: "إي ورَبِّ الكعبةِ".
وفي الحديث: بيانُ علامةِ الخوارجِ الَّذين خَرَجوا في عَهْدِ الخليفةِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ.
وفيه: أنَّ ثوابَ قَتْلَ هؤلاءِ الخوارِجِ عظيمٌ.
وفيه: علامةٌ مِنْ علاماتِ النُّبوَّةِ.