الموسوعة الحديثية


- عن عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ قال ابتُلِينَا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالضَّرَّاءِ فصَبَرْنا، ثم ابتُلِينا بعدَه بالسَّرَّاءِ فلم نَصْبِرْ
الراوي : حميد بن عبدالرحمن | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي | الصفحة أو الرقم : 2464 | خلاصة حكم المحدث : حسن
إنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم؛ لذا فالابتلاءُ عَلامةُ خيرٍ، والبلاءُ يَكونُ بالسَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ، وقد ابتُلِيَ الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم بكِلَتيهِما.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ عوفٍ: "ابتُلينا"، أي: اختُبِرنا مِن اللهِ سبحانه وتعالى "مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالضَّرَّاءِ"، أي: بالاحتياجِ والفقرِ والخوفِ وشدَّةِ الحالِ، "فصبَرْنا"، أي: فما كان مِنَّا إلَّا أنْ وفَّقَنا اللهُ للصَّبرِ على ذلك رغمَ قَسْوةِ ذلك في الظَّاهرِ مُقارَنةً بيُسرِ الحالِ، "ثمَّ ابتُلينا بعدَه"، أي: ثمَّ بعدَ ذلك اختُبِرنا مِن اللهِ سبحانه وتعالى "بالسَّرَّاءِ"، أي: بسَعةِ الدُّنيا والرِّزقِ، "فلَم نَصبِرْ"، أي: لم نَتصرَّفِ التصرُّفَ الحسَنِ مِن الشُّكرِ كما يَنبَغي لتِلْك النِّعمةِ، وهذا مِن النَّظرِ إلى عظيمِ فَضلِ الله على عِبادِه والاعتِراف بتَقصيرِ النَّفْسِ، والمعنى: أنَّه يَنبغي ألَّا يَركَنَ المسلمُ إلى المنحةِ وليحذرَ زوالَها، فيُواظِب على شُكرِها باستعمالها في الطاعةِ والبُعد عن المعصيةِ.
وفي الحديثِ: صُعوبةُ الابتِلاءِ بالسَّرَّاءِ، والإشارةُ إلى أنَّ الصَّبرَ عليها والقيامَ بشُكرِها أتمُّ وأصعبُ من الصَّبرِ على الابتلاءِ بالضَّراءِ.