الموسوعة الحديثية


- قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ في قولِه ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا قال : دخَلوا مُتزحِّفينَ على أوراكِهم أي منحَرِفينَ . وبهذا الإسنادِ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ قال قالوا حبَّةً في شَعيرةٍ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 2956 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (3403)، ومسلم (3015) بنحوه، الترمذي (2956) واللفظ له
اليَهودُ قَومٌ كَذَّابون مُجادِلون ويُحرِّفون الكَلِمَ عن مَواضِعِه، وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنه: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "في" تفسيرِ "قولِه" تعالى: "{ادْخُلُوا}" يا بَني إسرائيلَ، "{الْبَابَ}"، أي: بابَ القَريةِ الَّتي كان فيها الجبَّارون، وقيل: هو بابُ بَيتِ المقدِسِ بعدَ أن نجَّاهم اللهُ مِن التِّيهِ، فأمَرهم أن يَدخُلوا "{سُجَّدًا}"، أي: خاضِعين ذَليلينَ ساجِدينَ لرَبِّ العالَمين شُكرًا على ما أنعَم به عليكم أنْ أخرَجَكم مِن التِّيهِ بعدَ أن عصَيتُموه، "قال" رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "دَخَلوا"، أي: إنَّ بَني إسرائيلَ دخَلوا بابَ القريةِ، "مُتزحِّفين"، أي: يَزحَفون ويَمْشون، "على أَوْراكِهم"، جمعُ وَرِكٍ، وهو ما فَوقَ الفَخِذِ، وعلى أَسْتاهِهم، وفسَّر بعضُ رُواةِ الحديثِ فقال: "أي: مُنحَرِفين" ومائِلين عن السُّجودِ الَّذي أُمِروا به.
وفي الحَديثٍ الآخَرَ: "عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" في قولِه تعالى: {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} [البقرة: 59]، {فَبَدَّلَ}، أي: غيَّرَ وحرَّفَ، {الَّذِينَ ظَلَمُوا}، أي: مِن بَني إسرائيلَ، {قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ}، أي: جاؤوا بقولٍ آخَرَ، استِهانةً بأمرِ اللهِ، واستِهْزاءً به، "قال" رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "قالوا"، أي: قال بَنو إسرائيلَ: "حَبَّةٌ في شَعيرةٍ"، أي: غيَّروا وبدَّلوا قولَ اللهِ تعالى لهم: {وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة: 58]، فقالوا: حَبَّةٌ في حِنْطةٍ، أو حبَّةٌ في شَعيرةٍ؛ استهانةً بأمرِ اللهِ، واستِهْزاءً به، فغيَّروا في القَولِ، وفي الفِعلِ، وحرَّفوا ما أمَرَهم اللهُ به، ومعنى {حِطَّةٌ}: حُطَّ عنَّا الذُّنوبَ واغفِرْها لنا.
وفي الحَديثِ: ذمُّ اليَهودِ عليهم لَعنةُ اللهِ.
وفيه: التَّحذيرُ مِن تَبديلِ النِّعمِ إلى نِقَمٍ بسبَبِ المعاصِي والذُّنوبِ.
وفيه: تَفسيرُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وبَيانُه لبعضِ آياتِ القُرآنِ.