الموسوعة الحديثية


- عنِ ابنِ عمرَ أنَّهُ نادى بالصَّلاةِ بضجنانَ في ليلةٍ ذاتِ بردٍ وريحٍ فقالَ في آخرِ ندائِهِ ألاَ صلُّوا في رحالِكم ألاَ صلُّوا في الرِّحالِ ثمَّ قالَ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ يأمرُ المؤذِّنَ إذا كانت ليلةٌ باردةٌ أو ذاتُ مطرٍ في سفرٍ يقولُ ألاَ صلُّوا في رحالِكم
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 1062 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أبو داود (1062) واللفظ له، وأخرجه البخاري (632)، ومسلم (697) باختلاف يسير
تعَلَّمَ الصَّحابةُ رِضوانُ اللهِ علَيهم مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم التَّيسيرَ والرِّفْقَ بالنَّاسِ؛ وفي هذا الحديثِ أنَّ ابنَ عُمرَ رَضِي اللهُ عنهما "نادَى" "بالصَّلاةِ"، أي: أذَّنَ للصَّلاةِ، "وهو بضَجْنانَ", وهو: جبَلٌ قريبٌ مِن مكَّةَ, "في ليلةٍ ذاتِ بَرْدٍ ورِيحٍ", أي: شَديدةِ البَرْدِ، كثيرةِ الرِّياحِ، "فقالَ في آخِرِ نِدائِه"، أي: بَعْدَ أن فرَغَ مِن أذانِه: "ألَا صَلُّوا في رِحالِكُم, ألَا صلُّوا في الرِّحالِ", أي: كلُّ رجلٍ يُصلِّي في مَكانِه؛ خَشْيةَ أن يُصيبَكُم أذًى, و"الرِّحالُ" إذا أُطلقتْ في الموطِنِ فيُرادُ بها: المنازلُ والمساكِنُ، وإذا أُطلقتْ في السَّفرِ فيُرادُ بها: الخيامُ والمأوَى الذي يَلجأُ إليه المسافِرون.
ثمَّ قال: "إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم كان يأمُرُ المؤذِّنَ إذا كانَت ليلةٌ باردةٌ أو ذاتُ مطَرٍ في سفَرٍ يَقولُ: ألَا صلُّوا في رِحَالِكم", يريدُ أنَّه يَقْتدي بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم في فِعلِه هذا.
وفي روايةٍ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم كان يَفعَلُ ذلك في السَّفَرِ في اللَّيلةِ القَرَّةِ، أي: الشَّديدةِ البُرودةِ، أو المطيرةِ، أي: كَثيرةِ المطَرِ.
وفي الحديثِ: بيانُ أهميَّةِ صلاةِ الجماعةِ وأنَّه لا يَمنَعُ منها إلَّا عُذرٌ مُعتَبَر.
وفيه: بيانُ تَيسيرِ شَريعةِ الإسلامِ على العِبادِ.