الموسوعة الحديثية


- كنتُ معَ أبي في زمانِ ابنِ الزُّبيرِ إلى جَنبِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ، فقالَ عبَّادُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبيرِ: سمعنا أنَّهُ يُبدَأُ بالعَشاءِ قبلَ الصَّلاةِ، فقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عمرَ: ويحَكَ ما كانَ عَشاؤُهم أتراهُ كانَ مثلَ عَشاءِ أبيكَ
الراوي : عبدالله بن عبيد بن عمير | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 3759 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الخُشوعُ رُوحُ الصَّلاةِ، ومِن دواعي الخُشوعِ والاطمئنانِ فيها أنْ يُخلي الإنسانُ قلْبَه وفِكرَه من الشَّواغِلِ؛ فإذا قُدِّمَ الطعامُ قبلَ الصَّلاةِ وهو جائعٌ؛ فالأَوْلى له أنْ يتناولَ ما يسدُّ جُوعَه ويُطفِئُ حرارةَ البطنِ وحاجتَها؛ حتى يَطمِئنَّ ويخشعَ ولا يَشْغَلَه الشيطانُ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عُبَيْدِ بنِ عُمَيْرٍ: "كنْتُ مع أبي في زمانِ ابنِ الزُّبيرِ"، أي: في وقْتِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ رضِيَ اللهُ عنهما، "إلى جَنْبِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ"، أي: بجِوارِه، فقال عبَّادُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ: "سمِعْنا أنَّه يبدأ بالعَشاءِ"، أي: بالطَّعامِ، "قبْلَ الصَّلاةِ"، أي: إذا ما حضَرَ الطَّعامُ مع وقْتِ الصَّلاةِ، فقال عبدُ اللهِ بنُ عمرَ: "وَيْحَكَ! ما كان عَشاؤُهم؟! أَتُراه كان مِثْلَ عَشاءِ أَبيكَ؟!" أي: أَنْكَرَ عليه ابنُ عُمَرَ قولَه؛ وذلك أنَّ طعامَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وطعامَ أصحابِه رضِيَ اللهُ عنهم لم يكُنْ بالوَفْرَةِ الَّتي أصبَحَ عليها طعامُهم في ذلك الحينِ، ومُرادُه أنَّ أكْلَهم كان على قَدْرِ الحاجةِ، وليس الَّذي يؤدِّي إلى الشِّبَعِ فيُكْسِلُ الإنسانَ عن صلاتِه ويؤخِّرُه عنها.