الموسوعة الحديثية


- عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ قالَ : خرجَ عُبدانٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يعني يومَ الحُدَيْبيةِ قبلَ الصُّلحِ فَكَتبَ إليهِ مواليهِم فقالوا: يا محمَّدُ واللَّهِ ما خَرجوا إليكَ رغبةً في دينِكَ، وإنَّما خرجوا هربًا منَ الرِّقِّ. فقالَ ناسٌ: صدَقوا يا رسولَ اللَّهِ رُدَّهُم إليهم، فغضِبَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، وقالَ: ما أراكم تَنتَهونَ يا معشرَ قُرَيْشٍ حتَّى يبعَثَ اللَّهُ عليكم من يضربُ رقابَكُم علَى هذا. وأبى أن يرُدَّهُم وقالَ: هم عُتقاءُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 2700 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
كان النَّبِيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أحرَصَ النَّاسِ على هدايةِ البشرِ جميعًا، وكان لا يَرُدُّ مَن جاءه مُسلِمًا أبدًا لأيِّ سببٍ مِن الأسبابِ ما دام في استطاعتِه ذلك.
وفي هذا الحَديثِ أنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ قال: "خَرَج" مِن مَكَّةَ "عُبْدَانٌ" بضَمِّ العَينِ وكسرِها، جمعُ عَبْد أي مَمْلوك، "إلى رسولِ الله صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم" لِيُبايِعُوه على الإسلامِ "يَعنِي يومَ الحُدَيْبِيَةِ"، أي: ورسولُ الله صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم عِندَ الحُدَيْبِيَةِ، "قَبْلَ الصُّلحِ"، أي: قَبْلَ صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، "فكَتَب إليه مَوَالِيهم "، أي: كتَب أَسْيَادُ هؤلاء العَبِيدِ ومالِكوهم إلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم "فقالوا: يا مُحَمَّدُ، واللهِ ما خرَجوا إليك رَغْبَةً في دِينِكَ"، أي: لا يريدون الدُّخولَ في الإسلامِ لِحُبِّهم إيَّاه، "وإنَّما خرَجوا هَرَبًا"، أي: لِيُخَلِّصوا أَنفُسَهم "مِن الرِّقِّ"، أي: العُبُودِيَّةِ، "فقال ناسٌ صَدَقُوا يا رسولَ الله، رُدَّهُم إليهم"، أي: إلى أَسيَادِهم ومَوالِيهم، "فغَضِب رسولُ الله صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم" لِمُخالفتِهم حُكمَ الشَّرعِ وقال: "ما أُرَاكُم"، أي: ما أَظُنُّكم "تَنْتَهُونَ" عن مُخالفةِ الشَّرعِ فيهم بالظَّنِّ الفاسِدِ وتصديقِ الكُفَّارِ، أو بالتعصُّبِ لأهلِ مَكَّةَ "يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، حَتَّى يَبْعَثَ اللهُ"، أي: يُرسِلَ ويُسَلِّطَ "عَلَيكُم مَن يَضرِبُ رِقابَكم"، أي: يَقتُلُكم "على هذا"، أي: على ما ذُكِر مِن التعصُّبِ، أو الحُكمِ بِرَدِّ هؤلاءِ العَبِيدِ،"وأَبَى" رسولُ الله صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم "أنْ يَرُدَّهم"، أي: الأَرِقَّاءَ إلى مَوالِيهم، "وقال صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "هُم عُتَقَاءُ اللهِ عزَّ وجلَّ"؛ لأنَّهم لَمَّا جاؤوا إلى الإمامِ مُسلِمِينَ فِرارًا مِن الكُفَّارِ صاروا عُتَقَاءَ؛ فهُم عُتَقاءُ الله عزَّ وجلَّ لأنَّهم عَتَقُوا بغيرِ إعتاقِ أحدٍ مِن النَّاس.
وفي الحَدِيثِ: الحثُّ على حمايةِ المُسلِمِينَ الجُدُدِ المُستَضْعَفِينَ.