- مَثلُ البيتِ الذِي يُذكرُ اللهُ فيه ، والبيتُ الّذي لا يُذكرُ اللهُ فيه ، مَثلُ الحيِّ والميِّتِ
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 5827 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه البخاري (6407)، ومسلم (779) واللفظ له
التخريج : أخرجه البخاري (6407)، ومسلم (779).
وفي هذا الحديثِ يَعْقِدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُوَازَنَةً بَيْنَ صِنفَيْنِ مِنَ النَّاسِ؛ لتقريبِ الأمرِ إلى الأفهامِ؛ أَحَدُهُمَا: يَذكُرُ اللهَ، والآخَرُ: لا يَذْكُرُهُ، فيُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مَثَلَ البيتِ الَّذي فيه يُذكَرُ اللهُ فيه "مَثَلُ الْحَيِّ"، أي: كالإنسانِ السَّليمِ المُعافَى؛ فباطنُهُ مُشْرِقٌ بالإيمانِ، وظاهرُهُ مُزَيَّنٌ بَنُورِ الطَّاعةِ، يُحبُّه النَّاسُ ويُنْتَصَرُ وَيُنْتَفَعُ به، والَّذي لا يُذْكَرُ اللهُ فيه كَمَثَلِ الميِّتِ، أي: كالجِيفَةِ؛ لا أحدَ يَقْرَبُهَا، ولا خيرَ فيها، ولا نَفْعَ عِندها، باطلٌ باطِنُهُ، وعاطِلٌ ظاهِرُهُ.
وهذا الحديثُ يَصلُحُ أنْ يَقَعَ معناه مَثَلًا للبُيُوتِ، وللسُّكَّانِ فيها؛ فالبُيُوتُ التي يُذْكَرُ اللهُ فيها تكون مَليئةً بالحياةِ الإيمانيَّةِ، وفيها البركةُ والخيرُ لأهلِهَا، أمَّا البيوتُ التي لا يُذْكَرُ اللهُ فيها فإنَّها تكون خَرِبَةً كالقُبُورِ، لا يَقصِدُها سُكَّانُها إلَّا لِلنَّوْمِ، الَّذي هو مَوْتٌ أَصْغَرُ، وتكون مَنْزُوعَةَ الخيرِ والبَرَكةِ، وإنْ ظَهَر عَكْسُ ذلك فيما يَرَى النَّاسُ.
ويَصِحُّ أنْ يَقَعَ المعنى على سُكَّانِ البُيُوتِ، الذين هُمُ الآدميُّونَ، فَمَنْ يَذْكُرِ اللهَ يَحْيَ قلبُهُ، وَيَظْهَرْ أَثَرُ ذلك فيه، فيكون ذلك نافعًا له في الدُّنيا والآخِرَةِ، وأمَّا الشَّخْصُ الَّذي لا يَذْكُرُ اللهَ فهو ميِّتُ القلبِ، خالٍ مِنَ الإيمانِ، ومِنْ آثارِ الحياةِ الإيمانيَّةِ؛ فهو كالميِّتِ الَّذي انْقَطَعَ عَمَلُهُ، ولا يَكتسِبُ خيرًا من دُنياهُ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على ذِكْرِ اللهِ تعالى في البيتِ، وألَّا يخلُوَ البيتُ منه .