الموسوعة الحديثية


- عَنِ البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ، قالَ: نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {حَافِظُوا علَى الصَّلَوَاتِ وَصَلَاةِ العَصْرِ}، فَقَرَأْنَاهَا ما شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نَسَخَهَا اللَّهُ، فَنَزَلَتْ: {حَافِظُوا علَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى}[البقرة:238]، فَقالَ رَجُلٌ كانَ جَالِسًا عِنْدَ شَقِيقِ له: هي إذَنْ صَلَاةُ العَصْرِ، فَقالَ البَرَاءِ: قدْ أَخْبَرْتُكَ كيفَ نَزَلَتْ، وَكيفَ نَسَخَهَا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 630 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
المُحافَظةُ على الصَّلواتِ أَمْر شَرعيٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ، وقد أَمَر اللهُ وأَوْصَى بالمحافظةِ على الصَّلاةِ الوُسطى، ولكن اختُلِف في تفسيرِها والمقصودِ بها، وهذه الرِّوايةُ تُوضِّح تفسيرًا للمقصودِ بهذه الصَّلاة.
فعن البَراء بن عازَبٍ؛ قال: نزلتْ هذه الآيةُ: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ)، أي: نزلتْ أولًا، "فقَرأْناها ما شاء اللهُ، ثم نَسَخها اللهُ، فنزلتْ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]"، فنُسِخ اللَّفظُ الأوَّلُ الذي فيه ذِكْرُ صلاةِ العصرِ، وبقي الأمرُ بالمُحافَظة على كلِّ الصَّلوات مع زيادةِ الاهتِمامِ بصَلاة العصرِ، "فقال رَجلٌ كان جالسًا عند شَقيقٍ له: هي إذَنْ صلاةُ العَصرِ؟"، أي: هل كانتِ القراءةُ الأُولى مُفسِّرةً للصَّلاة الوُسطى على أنَّها صلاةُ العصرِ؟ فقال البَراءُ: "قد أخبرتُك كيف نزلتْ، وكيف نَسَخها الله، واللهُ أَعلَم"، أي: إنَّ البَراءَ ذَكَر الآيتين، ولم يُبيِّن المقصودَ بهما، ولكلِّ واحدٍ أنْ يَفهَم منهما ما يشاءُ.
وفي الحديثِ: الأَمْر بالمُحافَظة على أداءِ الصَّلاة في أوقاتها، والمُحافَظة على الصَّلاة الوسطى.
وفيه: بيانُ تَوقُّف بعضِ الصَّحابة عن تَفسيرِ المقصودِ بالصَّلاة الوُسْطى.