الموسوعة الحديثية


- أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سُئِلَ أَيُّ الكَلَامِ أَفْضَلُ؟ قالَ: ما اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ، أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ.
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2731 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

أَلَا أُخْبِرُكَ بأَحَبِّ الكَلَامِ إلى اللهِ؟ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي بأَحَبِّ الكَلَامِ إلى اللهِ، فَقالَ: إنَّ أَحَبَّ الكَلَامِ إلى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ.
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2731 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

ذِكْرُ اللهِ تَعالَى مِن أسبابِ مَحَبَّتِه، والذِّكْرُ وما يَشتَمِلُ عليه مِن تَحْمِيدٍ وتَسبيحٍ يَجعَلُ العَبْدَ مُرتبطًا باللهِ في كُلِّ أَوقاتِه وجَميعِ أَحوالِه.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال له: «أَلَا أُخْبِرُكَ بأَحَبِّ الكَلَامِ إلى اللهِ؟» والغرضُ مِن هذا السُّؤالِ التَّنبيهُ والتَّرغيبُ في العلمِ، وبَيانُ أهمِّيَّةِ هذا الذِّكرِ الجامعِ، وكان أبو ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عنه على قَدْرٍ مِن الأدبِ والتَّشوُّفِ إلى التَّعلُّمِ والمعرفةِ، فقال: «يا رَسولَ اللهِ، أخْبِرْني بأحَبِّ الكَلامِ إلى اللهِ»، فأخبَرَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «سُبحانَ اللهِ وبِحَمْدِه»، والتَّسبيحُ هوَ التَّنزيهُ، أي: أُنزِّهُ اللهَ عن كلِّ ما لا يَليقُ بذاتِه، مِن الشَّريكِ والزَّوجةِ والولدِ، والنَّقائصِ، وله سُبحانه الحمدُ والثَّناءُ بكلِّ ما هو جَميلٌ ويَليقُ بذاتِه عزَّ وجلَّ، فهو المُستحِقُّ له دونَ مَن سِواهُ سُبحانَه، وقَولُ القائِلِ: «وبِحَمْدِه» اعْتِرَافٌ بأنَّ ذلك التَّسبيحَ إنَّما كانَ بِحَمْدِه سُبحانَه؛ فلَه المِنَّةُ فيه.
ولا يُفهَمُ منه أنَّ هذا الذِّكرَ أفضَلُ الأذكارِ، بلْ هو مَحمولٌ على أنَّه أفضَلُ مِن كَلامِ الآدميِّ، وإلَّا فَالقرآنُ أَفضلُ فهو كلامُ اللهِ، وَكذا قِراءةُ القُرآنِ أَفضلُ مِن التَّسبيحِ والتَّهليلِ المُطلقِ، وكذا المأثورُ في وَقتٍ أو حالٍ ونَحوِ ذلكَ، فالاشتِغالُ به أفضلُ.
وفي الحديثِ: بَيانُ فضْلِ ذِكرِ اللهِ بهذه الكلماتِ، وأنَّها مِن أحَبِّ الكلماتِ إلى اللهِ.
وفيه: الحضُّ على الإكثارِ مِن الذِّكرِ؛ لِما له مِن الأجرِ والفضْلِ.