- رَآنِي نَافِعُ بنُ جُبَيْرٍ وَنَحْنُ في جِنَازَةٍ قَائِمًا، وَقَدْ جَلَسَ يَنْتَظِرُ أَنْ تُوضَعَ الجَنَازَةُ، فَقالَ لِي: ما يُقِيمُكَ؟ فَقُلتُ: أَنْتَظِرُ أَنْ تُوضَعَ الجَنَازَةُ، لِما يُحَدِّثُ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْرِيُّ فَقالَ نَافِعٌ: فإنَّ مَسْعُودَ بنَ الحَكَمِ، حدَّثَني عن عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ، أنَّهُ قالَ: قَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ثُمَّ قَعَدَ.
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 962 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
وَهذا الحَديثُ يُمثِّلُ جانبًا مِن هذا الاختلافِ، فيَقولُ واقدُ بنُ عَمرِو بنِ سَعدِ بنِ مُعاذٍ: "رَآني نافعُ بنُ جُبيرٍ، ونَحنُ في جِنازةٍ، قائمًا"، أي: واقفًا، بَينما نافعُ بنُ جُبيرٍ، "قدْ جَلس يَنتظِرُ أن تُوضعَ الجِنازةُ"، وهذا يُمثِّلُ الاختلافَ بَينهما فَسألَه نافعُ بنُ جُبَيرٍ: "ما يُقيمُك؟" أي: ما يَجعلُك تَقِفُ على قَدميكَ؟ وهوَ استفهامُ إنكارٍ، فقلتُ: أَنتظرُ أنْ تُوضعَ الجِنازةُ، لِمَا يُحدِّثُ أَبو سعيدٍ الخُدريُّ."، أي: فأَجبتُ نافعَ بنَ جُبَيرٍ بأنَّ سببَ الوقوفِ هوَ حَديثُ أَبي سعيدٍ الخُدريِّ الَّذي يَذكُر فيهِ أنَّ النَّبيَّ وَقَف للجِنازةِ حتَّى وُضِعَت عن أَكتافِ الرِّجالِ وأُدخِلت في قَبرِها، "فَقال نافعٌ: فإنَّ مَسعودَ بنَ الحَكمِ حَدَّثني عن عَليِّ بنِ أَبي طالبٍ؛ أنَّه قالَ: قامَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ثُمَّ قَعدَ " يَحتملُ قولُ عَليٍّ "ثُمَّ قَعَدَ"، أي: قَعَدَ بَعد أنْ جاوَزتْه الجنازةُ وَبَعُدَت عنهُ، وَيَحتملُ أَن يُريدَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانَ يَقومُ في وَقتٍ ثُمَّ تَرَكَ القيامَ أَصلًا.