الموسوعة الحديثية


- أنَّه سألَ عائِشةَ: ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصنَعُ قَبلَ أنْ يَخرُجَ؟ قالَتْ: كان يُصلِّي الرَّكعَتَينِ قَبلَ الفَجرِ، ثم يَخرُجُ إلى الصلاةِ، فإذا دخَلَ تسَوَّكَ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 26168 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (26168) واللفظ له، وإسحق بن راهويه في ((المسند)) (1579)
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ التَّطهُّرَ والتَّنظُّفَ، ومِن هَدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ السِّواكُ؛ لِتَنظيفِ الفَمِ والأسنانِ وتَطهيرِها مِن أثَرِ الطَّعامِ ورائِحَتِه، وهذا الحَديثُ يُوَضِّحُ جانِبًا مِن اهتِمامِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالسِّواكِ؛ وفي ذلك يُخبِرُ التابِعيُّ شُرَيحُ بنُ هانئٍ أنَّه سألَ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها زَوجَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن حالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَبلَ أنْ يَخرُجَ مِن بَيتِه وإذا دَخَلَ، والمُرادُ بهذا السُّؤالِ: الأعمالُ التي كان يَبدَأُ بها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا دَخَلَ بَيتَه في أيِّ وَقتٍ، لَيلًا أو نَهارًا. واختِصاصُ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها بهذا السُّؤالِ؛ لِأنَّ الزَّوجةَ هي أدْرى الناسِ بحالِ زَوجِها في بَيتِه، فكانَ جَوابُها رَضيَ اللهُ عنها أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُصَلِّي رَكَعَتَيْ سُنَّةِ الفَجرِ قَبلَ أنْ يَخرُجَ مِن بَيتِه، فيَكونُ أوَّلُ خُروجٍ له مِنَ البَيتِ هو لِأداءِ صَلاةِ الفَجرِ في المَسجِدِ، وكان إذا دَخَلَ بَيتَه عِندَها أو عِندَ زَوجاتِه بَدَأ بالتَّسَوُّكِ وتَطهيرِ الفَمِ وتَنظيفِه؛ وهذا مِن حُسنِ الأدَبِ مع الأهلِ والزَّوجاتِ، ومِن رِعايَتِه لهُنَّ، ولنا فيه القُدوةُ والأُسوةُ. وجَوابُ عائِشةَ يَدُلُّ على أنَّ السُّؤالَ كان عنِ الأفعالِ، لا عنِ الأقوالِ؛ لِأنَّه كان يَبدَأُ بالسَّلامِ على مَن دَخَلَ عليه. وفي الحَديثِ: بَيانُ حِرْصِ التَّابِعينَ على السُّؤالِ عن أحوالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لِيَقتَدوا بها.