الموسوعة الحديثية


- عنِ المِقدامِ عن أبيهِ قال: قُلتُ لِعائِشةَ: يا أُمَّهْ، بأيِّ شَيءٍ كان يَبدَأُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا دخَلَ عليكِ بَيتَكِ، وبأيِّ شَيءٍ كان يَختِمُ؟ قالت: كان يَبدَأُ بالسِّواكِ، ويَختِمُ برَكعَتَيِ الفَجرِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 25487 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (253) باختلاف يسير مختصراً
هذا الحَديثُ يُوَضِّحُ جانِبًا مِن هَدْيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَيتِه وبَينَ زَوجاتِه، وكيف كان يَفعَلُ فيه. وفي ذلك يُخبِرُ التابِعيُّ شُرَيحُ بنُ هانئٍ أنَّه سألَ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها زَوجَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن حالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا دَخَلَ بَيتَه؟ والمُرادُ بهذا السُّؤالِ: الأعمالُ التي كان يَبدَأُ بها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا دَخَلَ بَيتَه في أيِّ وَقتٍ، لَيلًا أو نَهارًا؟ واختِصاصُ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها بهذا السُّؤالِ؛ لِأنَّ الزَّوجةَ هي أدْرى الناسِ بحالِ زَوجِها في بَيتِه، فكان جَوابُها رَضيَ اللهُ عنها أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إِذا دَخَلَ بَيتَه عِندَها أو عِندَ زَوجاتِه بَدَأ بالتَّسَوُّكِ وتَطهيرِ الفَمِ وتَنظيفِه. وهذا مِن حُسنِ الأدَبِ مع الأهلِ والزَّوجاتِ، ومِن رِعايَتِه لهُنَّ، ولنا فيه القُدوةُ والأُسوةُ. قالتْ رَضيَ اللهُ عنها: "ويَختِمُ برَكعَتَيِ الفَجرِ" وفي رِوايةٍ لِأحمدَ: "وآخِرُه إذا خَرَجَ مِن بَيتِه الرَّكعَتَيْنِ قَبلَ الفَجرِ"، والمَعنى: وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي رَكعَتَيْ سُنَّةِ الفَجرِ قَبلَ أنْ يَخرُجَ مِن بَيتِه، فيَكونُ أوَّلُ خُروجٍ له مِنَ البَيتِ هو لِأداءِ صَلاةِ الفَجرِ في المَسجِدِ.وجَوابُ عائِشةَ يَدُلُّ على أنَّ السُّؤالَ كان عنِ الأفعالِ، لا عنِ الأقوالِ؛ لِأنَّه كان يَبدأُ بالسَّلامِ على مَن دَخَلَ عليه. وفي الحَديثِ: بَيانُ حِرصِ التَّابِعينَ على السُّؤالِ عن أحوالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لِيَقتَدوا بها.